
خلال مشاركتي في الفعالية الثالثة بمنصة الاستاذ شريف الحامدابي المخصصة للاحتفال بذكرى ثورة ديسمبر المجيدة مساء يوم الخميس 19 ديسمبر 2024م بمعية كل من الاساتذة شوقي عبدالعظيم ومصباح أحمد وإدارة الحوار بواسطة صديقي الاستاذ راشد نبأ، ورد إستفسار حول أسباب ضعف إعلام القوى المدنية تحدثت أن أحد الأسباب هو ضعف توفر الموارد المالية واقترحت أن يشرع السودانيين والسودانيات بتنظيم تجربة صغيرة بإصدار صحفيفة ورقية (بي دي اف) تتبني ثلاثة قضايا أساسية (وحدة السودان/ وقف الحرب/ الإنتقال المدني الديمقراطي).
ما حدث بعدها كان أمر يدعو للفخر والزهو حينما نبهني المقدم الاستاذ راشد نبأ لشروع عدد من الحاضرين وإعلانهم التبرع الشهري فوراً لهذا المشروع ، وهو ما دفعني للإشارة لأهمية تطوير الفكرة بتحويل هذا الفعل لمشروع أهلى يضم مجلس أمناء من المتبرعين والمتبرعات تعاونهم إستشارية إعلامية تتولي تحدد السياسات العامة والهيكل وتطوير العمل وأن يبدأ المشروع بصحيفة (بي دي أف) وتكون لديه خطط تطوير حسب ما هو متوفر من تمويل حتى يصبح مؤسسة إعلامية بمسودانية أهلية متعددة الوسائط يحتوى على صحيفة وإذاعة وقناة تلفزيونية وغيرها قادر على تطوير نفسه بالاستفادة من خيارات وفرص الاستثمار والتسويق الإلكتروني والإعلانات، وكل هذا الحلم الذي يعتبره البعض كبيراً بعيداً هو ممكن وقابل للتحقيق بالتخطيط والتمويل والعزيمة.
تواصل معي الاستاذ العزيز شوقي عبدالعظيم بعد هذه المقابلة وأبدى مشكوراً سعادته بهذا الفكرة واتفقنا على إعداد تصور مشترك لهذا المشروع وعرضه عبر منصة الاستاذ/ الشريف الحامدابي بغرض الاستهداء بالأراء والملاحظات النيرة الكفيلة بتنفيذ هذا المشروع، واتفقنا في ذات الوقت على مسألة أساسية أن يبتعد المكلفين بإعداد التصور لهذا المشروع خلال فترة التأسيس والتشغيل عن تقلد أي موقع في مجلس الأمناء أو الاستشارية الإعلامية أو الإدارات التحريرية لتجنيب هذا العمل العظيم أي شبهات أو شوائب تعلق به قبل إنطلاقته، فمثلما إختار كثيرون أن يساهموا لصالح هذا المشروع بأموالهم ابتغاء المصلحة العامة، فهم قدوتنا وسنحاول المساهمة ببغض الافكار والرؤى لاطلاق هذا العمل الخالص للسودان وأهله بوصفه أقل ما يمكن أن نقدمه.
لكل ذلك سنشرع بإذن الله تعالي خلال الايام القادمة في إعداد التصور العام لهذه المؤسسة من خلال الهياكل والتحضير لمرحلة العمل الأولي ممثلة في الصحيفة اليومية (بي دي اف) من خلال الهيكلة وتكلفة التشغيل مع الاستمرار في تطوير هذا الجهد في مراحله المختلفة وصولاً لاكتمال كل اركانه وعناصره ممثلة في صحيفة وإذاعة وقناة على الأنترنت مع إمكانية الانتقال لمرحلة الإذاعة والقناة الفضائية وغيرها حسب مصادر التمويل المتاحة والمتوفرة.
بذات حماس وتفاعل كثيرين خلال هذه الندوة الإسفيرية في منصات (تيك توك) و(الفيس بوك) ثم لاحقاً ردود الفعل المختلفة نجد أنفسنا ملزمين بأن نخطو الخطوة الأولي في مشوار المليون مؤمنين بأن المشاريع الكبيرة هي في حقيتقها بذرة فكرة صغيرة نمت وكبرت، والاستهداء بأرثنا وتجربتنا السودانية في النفير والتعاضد والمساندة وتجارب المدارس الأهلية ومعهد (القرش) الذي بدأ بتبرع قيمته قرش واحد تدافع صوبه السودانيين والسودانيات حتى أصبح مشروعاً ملهماً بأن (القرش) يصنع الفرق ويجعل المستحيل ممكناً … إن أبناء وأحفاد أصحاب تجاربنا السودانية الرائدة في المدارس الأهلية ومعهد القرش يخطون بذات خطى الأمس اليوم بالنفير والتدافع من أجل المستقبل الذي يريدونه لوطنهم وشعبهم الذاخر بالحب والجمال والامان وبلد الحرية والسلام والعدالة باموال وعقول وأيادي سودانية كل يساهم بالممكن والمستطاع … إن شعب بهذه الأرادة لابد أن ينتصر في يوم من ذات الأيام وينال حياة كريمة يستحقها.