الأعمدة

رؤى متجددة : أبشر رفاي / قراءة في إتجاهات خط منحنى الأزمة الروسية الأوكرانية .

????من منظور إنساني الشعوب علي إمتداد البسيطة كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر جسد الشعوب بالسهر والحمى فمن هذا المنطلق فإن أوضاعنا الداخلية المؤسفة للغاية لا تمنع الرؤى المتجددة السودانية من واجب القيام بطلعات سياسية فكرية إستراتيجية مركزة في أجواء القارة العجوز وسماوات الغرب الكبير للوقوف على حجم تحديات ومهددات الحرب الروسية الأوكرانية من جهة والروسية أوروأمريكية من أخرى ، وبقراءة تحليلية معمقة فأن خط منحى الحرب بأبعاده ومستوياته وإتجاهاته الحالية لا يشكل خطرا داهما في المدى القريب والقريب جدا على القارة العجوز وإنسانها فحسب وإنما يتجاوزه إلى حيث الشعوب والأمم والإنسانية قاطبة فالخطورة لاينبغي حصرها على مستوى المكتسبات والحضارات وعلى حقائق ومظاهر التقدم في الغرب والغرب الكبير وإنما على مستوى البعد الوجودي ، إن لم يكن للإنسانية فالحضارتها . والتي ستحتضر حتما مع أول طلقة لأسلحة الدمار الشامل سواء بفعل أحمق أو بأفعال أشد حماقة ، وعندها لا يجدي البكاء على الإطلال والدمار والخراب الكبير والذي بدأت صوره تظهر هنا وهناك خراب أقل مايوصف به لحظتها بأنه أشبه بالبث التجريبي ليوم النشور خاصة لقاطني القارة العجوز والقارات المجاورة ترى الناس في مشاهد مرعبة دامية وأخرى رثة إنسانية دامعة كأنهم اهل القرون الوسطى وذلك في أحسن تقدير .
.الحرب الروسية على أوكرانيا للأسف الشديد حرب إتضح بما لايدع مجالا للشك بأنها قائمة على الأبعاد الوجودية على صعيد العقل الباطني والتفكير بالصوت العالي ، وهذا يتبدى بشكل واضح في مسرد دوافع وأطوار الحرب وفرضية قيامها وحتمية نتائجها فهي لاتقف وتتوقف إلا بإنتهاء الخطة وعند الخطوط المرسومة من هذا الطرف وذاك .
صحيح أو كرانيا كدولة مستقلة وذات سيادة وفقا لميثاق الأمم المتحدة ومعاهداته الاممية من حقها الدفاع عن سيادة أراضيها وكرامة وعزة شعبها ، وللحقيقة والتاريخ أن الصراع الحدودي أو الوجودي بين روسيا واوكرانيا بصراحة شديدة مكان حزمه وحسمه الطبيعي الأمم المتحدة وليس الإتحاد الأوروبي ولا الولايات المتحدة الأمريكية ولا حلف وارسو سابقا ولا حلف الناتو القائم الإن ، فالمشكلة هنا أن الإدارة الأوكرانية بقيادة الشاب زيلنسكي لسبب أو آخر قد سلكت الطريق القصير الخطير المكير لعلاج الأزمة طريق التحالفات والإستقواءات بالمنظومات الغربية والغرب الكبير ، وبتالي لكل حساباته ومعادلاته الآنية المعقدة والمعقدة جدا وفقا للأستراتيجيات الفردية وإستراتيجيات التفكير الجمعي ، فكان من الأفضل والأجدى والأجدر للقيادة وللشعب الأوكراني في مثل هكذا صراع أن تسلك عدة طرق آمنة نسبيا من بينها سكة الأمم المتحدة فهي الأقرب من حيث الإختصاص والخبرة والتجارب والرقابة الأممية في معالجة النزاعات ذات الطابعين الوجودي والحدودي ، صحيح الأمم المتحدة لها تجارب فاشلة مع هذا النوع من الصراعات حول العالم منها القضية الفلسطينية الإسرائيلية . وبالنظر مليا إلى دور الأمم المتحدة تجاه الصراع الروسي الأوكراني من جهة والروسي الأورو أمريكي في الأراضي الأوكرانية جهة أخرى يلحظ المرء وبوضوح تام عدم تقدير وإعتبار دور الأمم المتحدة والأسباب كثيرة ، منها البعد الهيكلي العام والتنفيذي للمنظومة وكذلك الأهداف الإستراتيجية لمراكز القوة الأساسية داخلها فضلا عن وضعية الأمين العام الحالي البرتغالي أنطونيو غوتريتش المصنف مسبقا بأنه ضمن منظومة الإتحاد الأوروبي وحلف الناتو وبالتالي أي جهود له لن تجد أذن صاغية من الروس وحلفاء الروس بل من الأوكران أنفسهم ، وإلا لنجحت وعلى أقل تقدير مساعي الأمين العام مساعيه في تجديد وتمديد إتفاقية نقل الحبوب الغذائية عبر البحر الاسود للدول الفقيرة وللإستهلاك الغذائى العالمي هذه قضية حياتية إنسانية بحتة فعلى الرغم من ذلك تم رفض وتهميش خطاب الأمين العام الخاص بمعالجة الأمر من قبل الروس رفض خطابه وكأن شئ لم يحدث ، في حين أن من المسئوليات التنفيذية الإستراتيجية الحصرية لمجلس الأمن الدولي الذراع التنفيذي للأمم المتحدة حفظ الأمن والسلم الدوليين . واليوم الحرب الروسية الأوكرانية المباشرة والروسية الأوروأمريكية غير المباشرة تشكل أكبر خطر ومهدد للأمن والسلم الدوليين مابعد الحرب العالمين الثانية ١٩٣٨ —- ١٩٤٥ الأمن الغذائى العالمي تتهدده المجاعات ونقص الغذاء بسبب إستخدامه ضمن أداوت الحروب السياسية والعسكرية القذرة ، والأمن الدولي العام مهدد بإستراتيجيات زراعة وإثارة الفتن والحروب وسط الشعوب والأمم والدول بغرض السيطرة على إرادتها وإيراداتها ومواردها في إطار سياسات وإستراتيجيات ضرب ميزان مدفوعات تنوع وتوازن الوجود البشري الإنساني الفاعل ، وذلك بغرض تكريس آحادية النظام العالمي الجديد أو المتجدد عبر إستراتيجية التطبيع التتبيعي .

قراءة أخيرة إن فرص الحل السلمي للصراع الروسي الأوكراني قائمة في حال إتباع خطوات قانون حل المسألة ، مثال إيجاد وإبتكار وساطة دولية متعددة الأطراف بقيادة الصين وتركيا وممثلين لبعض الدول والمنظومات الإقليمية والدولية وساطة وليست واسطة تتخذ من سانحة تجديد والبحث في تجديد أتفاقية الحبوب الغذائية بطابعها الإنساني والحياتي تتخذها مدخلا للتواصل مع الطرفين والأطراف المتحاربة ، شريطة تهيئة البيئة والظروف المناسبة لعمل الآلية الدولية المقترحة والتي من أهمها وقف الإستفزازات والإستفزازات المضادة وكذلك كافة صور الإطماع والإصطياد في المياه العكرة ، وكذلك التحرك في مناطق التوتر والنزاعات الدولية والأقليمية . والشهادة لله فأن القارة العجوز وإنسانها بل العالم سيظل تحت قبضة خطر الدمار الشامل الشديد مادامت الحرب الروسية الأوكرانية وملحقاتها مشتعلة وتزداد إشتعالا بسبب السلوك الإنتقامي للمتحاربين وآخرين من دونهما ، ويكفي في سياق المقاربة بأن جائحة كورونا قد وضعت العالم بأسره في ثقب ابرة وعلى مدى عامين ولازالت أثارها باقية ولم يعرف لها مصدر حتى الآن فمابالك بالحرب النووية والجرثومية والكربو أوكسجينية القذرة ، مسنودة بحروبات وكوارث الطبيعة والتي بدأت بالفعل كالجفاف والتصحر وموجات الحرور والفيضانات والإنزلاقات الأرضية والبراكين والأعاصير .

نعم الحرب الروسية الأوكرانية في ظل التحشيد والتحشيد المضاد والتسليح والتسليح المضاد مرشحة لإدخال العالم في كارثة وحرب عالمية ثالثة بغتة وللأسف الشديد قد إكتملت كافة عناصرها حيث لم يتبق لها سوى ساعة ولحظة وقوعها ، فالكل للأسف الشديد يتحرك بوعي ولا وعي وبدافع العزة بالإثم يتحرك نحو كارثة حرب الدمار الشامل الحرب العالمية الثالثة حرب هلاك الأمم والشعوبة هلاك بماصنعت نفوس ونفوذ وأيادي أشرارنا نحن شعوب الأمم المتحدة وليس غيرنا ، فلذلك كنا محقين ولا زلنا على حق حينما طالبنا الأمم المتحدة في قراءة سابقة بضرورة عقد مؤتمر دولي حول التجربة البشرية تقدم من خلاله ثلاث أوراق عمل فقط ورقة حول الماهي وأخرى عن الهوية وثالثة عن الهوى ومستقبل البشرية بأعتبار أن الإنسان من واقع الممارسات والتجارب العملية بأنه من وراء كافة التحديات والمهددات والمصائب التي تحيط بحركة منظومة النظام الكوني ( التغير المناخي ) وبالخارطة الحياتية والحيوية للكائنات الوجودية وبتالي لا داعي وجدوى للحراثة في البحر أو حراسته متلاطما ، فلن ينصلح الظل والعود أعوج فألأعوجاج في البشر أنظمة وحكومات وشخوص يا سعادة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرتش فهل وصلت الرسالة وحفظت في الأضابير أم أضاعها ساعي البريد …

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى