الأعمدة

رؤى متجددة : أبشر رفاي / قراءة في القمة الروسية الأفريقية وفي شمس أوطاني التي أشرقت في سماوات الكبار

???? آخر تحليق فكري إستراتيجي في فضاءات ماما أفركا كان حول سلسلة أطوار منظومة الكفاح التراكمي التاريخي للشعوب الأفريقية كفاح مستميت ضد موجات الإحتلال والغزو الاستعماري المتتالية في القرون الفائتة التي إجتاحت القارة السمراء مستولية بالقوة الإحتلالية المفرطة والناعمة على كامل مواردها الطبيعية والبشرية الهائلة التي شيدت عبر أزمنة ظلم الإنسان لأخيه الإنسان شيدت بعرقها ودمائها قارات وشعوب بأسرها على نطاق العالم اليوم تقف شاهد عصر ودليل مادي على حجم أكبر جريمة أزلية مكتملة الأركان مورست بحق الإنسان الذي كرمه الله وذلك بمماسة سياسات وأساليب الرق القديم والرق العصري الحديث بموجب أدواته المعلومة كالهيمنة والطبقية والإضطهاد والإستضعاف الهمجي والممنهج الذي من أدواته العنصرية والفصل العنصري والتمفصل العنصري وهوس النقاء والتفوق العرقي ، هذه السياسات اللا أنسانية واللا حضارية ، أتت القارة وإنسانها البسيط المتواضع أتته من عمقها ومن مكان قريب ومن أعالي البحار والمحيطات ومن خلفها ، إنتهت تلك الحقب المؤسفة والمثيرة للأسف بسلسلة الكفاح التراكمي الدامع والدامي لشعوب القارة ضد ظلم الدخيل الذي سمن بخيراتها وأكسب أهله مرتكبا أفزع وأفظع جرائم حرب زمانه إبادات جماعية وجرائم ضد الإنسانية وحقوق الإنسان في تاريخ التجربة البشرية بمقياس حضارة اليوم ، إنتهت حقب الظلم والظلام بإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية في أوائل ستينيات القرن الماضى التي لعبت عبر الرعيل الأول من الأجداد والآباء حسب إمكانياتهم المتاحة لعبت ثلاثة أدوار مهمة اولها تعزيز مسيرة إستقلال دول القارة التي إستقلت ومتابعة قضايا تلك التي تحت عمليات الأستقلال وهيمنة الإستعمار ، ثانيا سعت منظمة الوحدة الأفريقية على كنس آثار الإستعمار صحيح بنسبة متواضعة سببها إستشراء سياسة الإستغلال الداخلي الذي يرقى في بعض حالاته من حيث النظرة الإجتماعية والممارسة السياسية داخل دول القارة وشعوبها إلى درجة جرائم الإستعمار ذلك فإن ظلم ذوى القربى على الدوام أكثر مضاضة من ظلم الأغرا ، ثالثا عملت منظمة الوحدة الأفريقية على تقديم مايمكن تقديمه من خدمات وتنمية ، إنتهت تلك الحقبة إلى مرحلة الإتحاد الأفريقي القائم الآن وهى ومحلته في سياق سلسلة منظومة الكفاح التراكمي الجمعي للشعوب الأفريقية تعتبر الوثبة الثالثة .
إن منظومة الإتحاد الأفريقي الحالية هي منظومة معنية بقضايا الإنطلاق نحو البناء والنهضة والتطور بمعدلات قياسية رقمية ارحب تسعى لتغطية كافة مطلوبات وتطلعات شعوب القارة بطريقة مؤسسية متكاملة ، الأمر الذي لن يتأتى للإتحاد ومنظومته إلا بالوقوف المؤسسي على نقاط القوة والضعف وعلى الأدوات المؤهلة للأخذ بزمام المبادرة والمبادأة . فمن نقاط قوة أفريقيا وشعوبها ، الموارد البشرية والطبيعية المجربة التي شهدت الأيام والتاريخ بأنها قد شيدت بعرقها ودمها من العدم شعوب وقارات لا تخطئها اليوم العين ، ومن نقاط القوة قوة الأرادة الفردية والجمعية للشخصية الأفريقية المتصلة المستمدة من مصادر الطاقة الطبيعية للعنصر البشري الأفريقي ومن عمقه الروحي رسالي وتقليدي مكتسب ، ومن نقاط القوة موقع القارة الجو كوني والجو سياسي والجو أستراتيجي الذي مكن لها ولإنسانها التعاطي مع ثلاث إبعاد مهمة بعد الموارد المؤثرة والمتجددة الخاصة ببيئة الإقتصاد والإقتصاد السياسي والإستثماري الجاذب لمقومات الشراكة من أجل التنمية الشاملة المستدامة . فضلا عن البعد الأمني بمفهومه الواسع ، وكذلك بعد الحضور والحضارة الإنسانية بإعتبار أن القارة وتنوع شعوبها من القارات المرشحة لنيل شرف مهد الخليقة والبشرية بمدخلين مدخل الشعوب الأصيلة وموروثاتها ومدخل الشعوب المعاصرة بما قدمت وما ستقدم للعالم والأنسانية من المقومات الأولية لفرص التقدم والتحضر والإنماء بشهادة التدافع الأقليمي والدولي نحوها قديما وفي هذا الزمان . أما عن أبرز نقاط ضعف القارة شعوب ودول ومنظومات عدم التعاطي بصورة جادة مع نقاط قوة القارة بإتخاذها منصة إنطلاق تتكامل وتتضامن عبرها الجهود الرسمية والشعبية والأهلية بصورة تكليفية وليست بروتكولية شرفية ، هذا وبالمقابل فإن الطامعين والمتكسبين قد ظلوا وما زالوا يتعاملون مع تلك الميزات التفضيلية للقارة يتعاملون معها بصورة جادة ، الأمر الذي تسبب في إرباك المشهد الداخلي إجتماعي وسياسي بعموم أفريقيا ، معقدا بدوره البعد الخارجي بصورة تفوق التصور ، الذي حول أفريقيا وشعوبها ودولها ومنظوماتها إلى إسواق متناثرة هنا وهناك وهنالك وإلى مركزي سوق كبير للتبضع السياسي والإجتماعي المحلي وللإقليمي والدولي الرخيص والمسترخص ولا بواكي لرأس المال والأرباح وللقيمة السياسية والإجتماعية والإنسانية المضافة ، ومن نقاط ضعف القارة عدم وجود خارطة طريق حقيقية موحدة تدفع بالقارة وشعوبها ودولها نحو آفاق التطور والتقدم والمجد . صحيح على الصعيد الداخل الأفريقي توجد منصات رأسية وأفقية لمنظومة دول القارة لتكامل وتضامن الجهود لكنها بصراحة شديدة دون الطموح والتطلعات بالمقاربات والمقارنات وعلى مستوي الموارد والمقومات وهي نفسها أي تلك المنظومات والدول نجدها في أحايين كثيرة ومناسبات تتقاطع وتتعارك وتتقاتل، وبتالي لايمكن الخروج من هكذا أوضاع إلا بوجود تكامل حقيقي حر للعلاقات الثنائية والتضامنية وللإتحاد الإفريقي ومؤسساته التى يجب أن تقوم بنص نظامه الأساسي على مؤسسات وإنتخابات حقيقية حرة نزيهة شفافة منصتها الوطنية والمواطنة والكفاءة بداخل البلدان الأفريقية وليس على أساس العصبيات الداخلية السياسية كالحزبية والآيدلوجية والطائفية والمجتمعية كالعرقية والجهوية والقبلية والعنصرية التي أثبتت التجارب السياسية بأن هذه الممارسات ترفد العمليات الكلية للمنظومات عموما والأفريقية على وجه الخصوص ترفدها بروافع عصبية تتكامل وتتكالب لاحقا فيما بينها على أساس أخذ وجمع الغنائم والمغانم والغنى أنفس جهنمية لاتشبع فكلما سئلت هل إمتلأتي تقول هل من مزيد والمأكول هنا للأسف الشديد أفريقيا شعوب ومقدرات ومجد وكرامة ، منهجها في ذلك منهج عيشة وليس تعايش وتواصل مع شعوب دول القارة وشعوب العالم ، هذه ثغرة خطيرة ظلت تؤتى من قبلها أفريقيا وشعوبها ، ومن نقاط الضعف إهمال دور الفكر الإنتاجي والإبداعي الأفريقي في عمليات الإنتقال والتحول الكبري فضلا عن عدم الوقوف على نقاط قوة وضعف النظراء بغرض تأكيد كفاءة وكفاية التعامل والتكامل .
نعم اليوم أصبحت القارة قبلة لأنظار الشعوب والدول العظمى ولتلك التي تتطلع للحاق بركب العظمة بأي شكل من الأشكال والصور تتسابق نحو القارة بحميمية وبشكل محموم سباق لا يقل أهمية وخطورة عن ذلك الذي حدث في حقب الإستعمار والإستغلال (مع مراعاة فرق المعاني والحروف) الذي من علاماته وسماته القمة الأفريقية الصينية في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية والدور الصيني المتعاظم في إفريقيا وكذلك قمة دول البركس الأخيرة بجنوب أفريقيا والقمة الأمريكية الأفريقية السابقة بواشنطون والمرتقبة كذلك ، والقمة الأفريقية الروسية الثانية التي إختتمت أعمالها مؤخرا بمدينة سان بطرسبورغ بروسيا الإتحادية وقمم كثيرة آتية في الطريق .
من المعلوم بالضرورة إن الدول الكبرى التي قررت التواصل مع القارة من خلال سلسلة القمم التنافسية المذكورة لم تقدم إلى هكذا خطوة مصادفة وإنما عبر دراسات جدوي قديمة متجددة ورؤي ورؤيا إستراتيجية عميقة قائمة على الخطة والخطة البديلة والخطة الأخيرة التي عرفها البعض ببيئة التنافسي الخارجي الخطير عرفها ( بفخ الديون ) وبالسوداني علوقة الشدة وقبض الغنماية من قرونها وصيد السمك من خياشيمه والطير من منقارها الملقاط والقرد من ذيله اللعوب وقديما قالوا سيد ، الدين سيدك ، فهل عملت أفريقيا والقادة الأفارقة لأحسن فروض القروض والمنح وللسيئ منها ، ام دخلت حلبة المنافسات دون خطة موحدة وعمليات إحماء سياسي إستراتيجي وافية ، أم اللعب هنا كله فردي في فردي وبمهارات فردية والحشاش والغشاش يملأ شبكتو . ومن هنا نشير إلى أن القمة الروسية الأفريقية من حيث الفكرة والإعداد والأخراج والمخرجات قد أعدت إعدادا جيدا جادا من قبل الجانبين الروسي والأفريقي وقد ظهر ذلك جليا في صور الإعداد الذهني والنفسى والشخصي والسياسي للرئيس بوتن وإدارته وكذلك في كلمات فخامة السادة رؤساء وحكومات الدول الأفريقية المشاركة والكلمة الضافية للرئيس الدوري للإتحاد الأفريقي غزالي عثماني رئيس دولة جزر القمر .
نعم لقد فتحت القمة الروسية الأفريقية فرصا تاريخية عظيمة للإتحاد الأفريقي ولدول وشعوب القارة ، فرص من شأنها تعظيم دور القارة ورفع قدرها أمام شعوب العالم والإنسانية جمعاء ، منها اليوم فرصة القارة وقيادتها بأن تلعب دورا محوريا مفصليا بمشاطرة السعودية وقطر وربما آخرين في وقف وإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية الخطيرة والحرب الروسية أورو أمريكية على الساحة الأوكرانية الأكثر خطورة ، الجانب السعودي تبني مشروع قمة دولية لهذا الغرض إقترح لها أوائل الشهر القادم والجانب القطري ممثلا في رئيس الوزراء زير الخارجية قد حصل على موافقة الرئيس الأوكراني للنزول من علو وغلو أنفاس الحرب إلى نقطة ومنطق التفاوض والحوار وقد سبقه إلى ذلك الرئيس الروسي عبر رجاءات دول الإتحاد الأفريقي بوصف أن الخطوة ضمانة إستراتيجية لنجاح بروتكولات التعاون والتضامن الروسي الأفريقي مع كامل الإحتفاظ والإحترام التام للمواقف التفاوضية والموضوعية لطرفي الصراع ومن ذلك عشرات المبادرات من بينها المبادرة الصينية ، ولضمان نجاح تلك الجهود والمبادرات يقترح تشكيل آلية دولية عبر قمة طارئة تضم الإتحاد الأفريقي الصين تركيا قطر السعودية مصر إيران الجزائر الجامعة العربية دول مجلس التعاون الخليجي منظومة الآسيان وأمريكا الجنوبية وإتحاد البرلمان الدولي وممثلين لمنظمات المجتمع المدني والمرجعيات الدينية يقترح أن تنظم هذه القمة بصفة عاجلة اليوم قبل الغد قمة
تاريخية تتماشى وخطورة الحرب الدائرة على القارة العجوز وعلى شعوبها الصديقة على صعيد الدول والشقيقة على العمق الإنساني وعلى السلم والأمن الدوليين وربما على مستوى الحضارة البشرية أذا لم تطال الوجود البشري فالحرب الروسية الأوكرانية من منظور إستراتيجي تمثلا اليوم ومع مرور الوقت مدخلا مباشرا للحربين حرب المجاعات ونشر فوضي الصراع حول سبل البقاء الحياتي وسط المجتمعات والشعوب والحرب النووية وفوق النووية العالمية الثالثة والتي إكتملت كافة عناصرها وأسباب إندلاعها حيث لم يتبق لها سوى ( شخطة وتمرير ثقاب الكبريت ) على صندوق المصالح الإستراتيجية وخطوط تماسها وما أكثرها ، ومع هذه المخاطر والمهددات الدولية المدمرة يبقى الإشكال دائما وللأسف الشديد في عدم اخذ الأمور بجدية وبخطوات عملية تتماشى وحجم التحديات والمهددات المحيطة والكامنة ، حتى تؤتي أكلها ( الحين ) وليس بعده . ختاما نصيحتنا الحارة والحقيقة الأحر منها نوجهها للسيدين الرئيس الروسي بوتن والأوكراني زيلنسكي بأن قرار وقف الحرب والجنوح للسلم عبر التفاوض والحوار وإقرار السلام وإستدامته أصعب ومن قرار إشعال الحرب الأول متصل بحبل إسرار العقلنة والعقول والثاني بالإنفس الإمارة بالسوء وشرها المستطير الأول يعزز فرص إحياء وصون كرامة الإنسان والثاني يهوى بها في الحضيض وإلى مكان سحيق
نصيحة أخيرة للإتحاد الأفريقي رئيسا ومفوضية وبرلمانا ومنظمات مجتمع مدني ضرورة عقد دورة إستثنائية تقدم من خلالها جملة من اوراق العمل الإستراتيجية تغطي مطلوبات وإستحقاقات وآفاق التعاون والتكامل الداخلي والأقليمي والدولى وفق خطة جادة غير نمطية ثلاثية الأبعاد تقوم بإعدادها الجامعات ومراكز البحوث والدراسات والخبراء الأفارقة خطة قصيرة ومتوسطة وطويلة مرجعية ملزمة للشعوب والدول والأنظمة وللإتحاد ، ورقة حول الأبعاد المرحلية والإستراتيجية لقمم الدول الكبرى مع أفريقيا ورقة حول الرؤية والمقومات الافريقية للشراكة من أجل التنمية الداخلية العادلة والدولية الشاملة ورقة حول الدور الطليعي لقيادة إستراتيجية التحول الأفريقي نحو آفاق ثنائية إقليمية دولية أرحب ..
ولسع الكلام ما كمل حول الرؤية التصميمية التشغلية المبتكرة للخطة الأفريقية المقترحة للتعاطي مع الخطط المباشرة وغير المباشرة لقمم الدول الكبرى وفقا لأستراتيجية توازن ميزان مدفوعات منافع ومصالح الدول والشعوب ….
عاشت ماما أفركا عاشت الشعوب الأفريقية مهد الإنسانية وهديتها …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى