تقارير

أبرز الأحداث السياسية والعسكرية بعد خروج البرهان من القيادة العامة

كيف سيؤثر خروج البرهان من الخرطوم على مستقبل الحرب في السودان ؟

تقرير: الخير صالح عبدالله

لازال القِتال العنيف الذي أندلع في 15 أبريل / نيسان 2023 بين القوات المُسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو ” حميدتي ” تُلقى بظلاله على مُجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية . فحربِ الجنرالان من آجل السُلطة في البلاد  قد خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحي بين المدنيين . وهذا أول نِزاع بين الطرفين منذ ان تحالفا من آجل الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019. وحصد القتال الذي أكمل شهره الخامس أكثر من 3 آلاف قتيل و 6 آلاف جريح .

فيما تجاوز عدد النازحين قُسرًا من الصراع في السودان 4 ملايين شخص بمافي ذلك أكثر من 187.000 لاجئ من من يُقيمون في البلدان المجاورة . فيما أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة ” يونسيف ”  إن أكثر من مليون طفل نزحوا خلال أربعة أشهر الماضية – أي بمعدل أكثر من 700 طفل نازح جديد كل ساعة .

 ومع استمرار العنف في تدمير البلاد، أشارت التقديرات الأولية لـ ” منظمة الأمم المتحدة للطفولة ”  إلى أن أكثر من 1.7 مليون طفل يتنقلون داخل حدود السودان، وأكثر من 470 ألف طفل عبروا إلى البلدان المجاورة.

وقالت مانيب أوبراين، ممثلة اليونيسف في السودان: “مع نزوح أكثر من مليوني طفل من ديارهم خلال أشهر قليلة فقط بسبب النزاع، ووقوع عدد لا يحصى في قبضته القاسية، لا يمكن التأكيد بشكل كافٍ على الحاجة الملحة لاستجاباتنا الجماعية. نسمع قصصًا لا يمكن تصورها من الأطفال والعائلات، بعضهم فقدوا كل شيء واضطروا لمشاهدة أحبائهم يموتون أمام أعينهم. لقد قلناها من قبل، ونقولها مرة أخرى: نحن بحاجة إلى السلام الآن لكي يتمكن الأطفال من البقاء على قيد الحياة.“

وأضافت ” في الوقت الراهن، هناك حوالي 14 مليون طفل بحاجة ماسة إلى الدعم الإنساني، ويواجه العديد منهم تهديدات متعددة وتجارب مرعبة بشكل يومي. وبالإضافة إلى بؤر النزاع الساخنة مثل دارفور والخرطوم، فقد انتشر القتال الشديد الآن إلى مناطق أخرى مأهولة بالسكان، بما في ذلك جنوب وغرب كردفان، مما يحد من تقديم الخدمات المنقذة للحياة والوصول إليها لمن هم في أمس الحاجة إليها.

يُقدِّر أحدث تقرير للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) في السودان أن 20.3 مليون  شخص سيعانون من انعدام الأمن الغذائي بين تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر 2023، ومن المتوقع أن يفاقم الحالة الصحية والتغذية لحوالي 10 مليون طفلً.

مع بداية موسم الأمطار، دُمّرت مئات المنازل بسبب الفيضانات مما أدى إلى فرار المزيد من العائلات من مناطقها. وعلاوة على ذلك، يكون خطر تفشي الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك وحمى الوادي المتصدع والشيكونغونيا أعلى بكثير خلال موسم الأمطار. ويفتقر 9.4 مليون طفل إلى مياه الشرب الاَمنة أصلاً. و3,4 مليون طفل دون سن 5 سنوات معرضون بشدة للإصابة بأمراض الإسهال والكوليرا.

لا يزال العنف يعيق تقديم الخدمات الصحية والتغذية مما يعرض ملايين الأطفال للخطر. في الخرطوم ودارفور وكردفان، يعمل أقل من ثلث المرافق الصحية بكامل طاقتها. ويمنع غياب الأمن والنزوح المرضى والعاملين الصحيين من الوصول إلى المستشفيات، حيث أفادت التقارير أن العديد من المرافق تتعرض للهجوم والتدمير.

 تعاني الأنظمة الصحية في الولايات لإحدى عشرة الأخرى من الإرهاق بسبب النزوح الجماعي للسكان من النقاط الساخنة إلى هذه الولايات الأقل تضرراً. بحسب مصادر اليونيسف، ففإن جميعولايات السودان أبلغت عن نقص حاد ونفاد مخزون الأدوية والإمدادات، بما في ذلك المواد المنقذة للحياة.

في المناطق التي تشهد نزوح داخلي مرتفع ونظم صحية مجهدة ، مثل ولايتي النيل الأزرق والأبيض، فإن تفشي الأمراض، بما في ذلك الحصبة، يعود إلى الظهور مع تقارير تفيد بوفيات مرتبطة به.

إن المزيج المميت من الحصبة وسوء التغذية يعرض حياة الأطفال لخطر كبير للغاية إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة. ومع استمرار النزاع في تدمير البلاد، فإن حوالي 700 ألف طفل ممن يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد معرضون بشدة لخطر الموت بدون علاج، ويواجه 1.7 مليون طفل خطر تفويت اللقاحات الأساسية المنقذة للحياة، ومن المرجح أن يفوت جيل كامل من الأطفال التعليم. وسيفتقر الملايين من الفتيان والفتيات أيضًا إلى الأمان والرفاه النفسي والاجتماعي .

على مدى الأشهر الأربعة الماضية، قدمت اليونيسيف خدمات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والتعليم والحماية لأكثر من 4 ملايين طفل وأم وعائلة في جميع أنحاء السودان. وخلال الـ 100يوم القادمة، تحتاج اليونيسيف بشكل عاجل إلى 400 مليون دولار أمريكي لمواصلة وتوسيع نطاق استجابتها للأزمات لدعم الأطفال الأكثر هشاشة.

تواصل اليونيسف مناشدة جميع أطراف النزاع لإعطاء الأولوية لسلامة الأطفال ورفاههم، وضمان حمايتهم، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المناطق المتضررة. يجب تقديم الدعم الإنساني المنقذ للحياة الآن دون تأخير لحماية وحماية حقوق هؤلاء الأطفال الأكثر هشاشة.

ظهور قائد القوات المسلحة يفتح باب التأويلات

ظهر الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان قائد الجيش السوداني يوم الخميس 24 أغسطس 2023 بصورة مفاجئة في سماء مدينة أم درمان بحسب مقطع فيديو وصُور تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي بِكثافة . وذلك في أول ظهور لهُ منذُ أكثر من 4 أشهر- أي منذُ منتصف أبريل ” نيسان ” الماضي .

وفند ظهوره مزاعم ” قوات الدعم السريع ” التي كانت تتحدث بإن قائد القوات المُسلحة ” مُختبئ ” في أحد الانفاق تحت الأرض داخل الجُزء الشمالي من القيادة العامة للجيش أو مايُعرف عند الجميع بـ ” البدروم ” .

وظهر قائد القوات المُسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وهو يتفقد أحد إرتكازات الجيش بمنطقة شمال أم درمان ومن ثم جلس إلى ” بائعة شاي ” وتناول كوبًا من ” القهوة ” وأمامه صحن ” لقيمات ” وكان يرتدٍ  ” تي شيرت ” عسكريًا يُحاطه حراسة قليلة من جنود القوات المُسلحة .

تباينات حول ظهور البرهان المُفاجئ

تباينت تحليلات وآراء السودانيين حيال الظهور المُفاجئ  لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان صباح  (الخميس) الماضي  في قاعدة ” وادي سيدنا العسكرية ”  ومواقع اخرى، وسط جنود القوات المسلحة وتجواله في عدة اماكن .

يرى مناصرو الجيش ان ظهور الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان هو أكبر دليل على انتصار حاسم للجيش على الدعم السريع في معارك الخرطوم، بينما تشير منصات قريبة من ” الدعم السريع”  الى ان الخروج تم وفق اتفاق برعاية دولية واقليمية وبموافقة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو ” حميدتي ” .

لكن  ظابط كبير في الجيش السوداني  نفى إدعاءات قوات الدعم السريع وقال  أن خروج البرهان تم بترتيب خاص شاركت فيه القوات الخاصة والاستخبارات، مشيرا إلى أن التخطيط لهذه العملية تم منذ ايام بهدف التأكيد على انتصار حاسم للجيش الذي حصر تواجد وحركة قوات الدعم السريع في جيوب معزولة بعضها عن بعض

مادلالة خروج البرهان ؟

يرى محللون أن ظهور البرهان يمثل تمهيدا لاطلاق مفاوضات تفضي إلى وقف الحرب ومباشرة عملية سياسية في البلاد .

وفي السياق قالت مصادر موثوقة ان البرهان سيتوجه إلى مصر والسعودية في أقرب وقت ؛  وذلك لأنه منفتح على الاتفاق على وقف الحرب وفقا لمقتضيات منبر جدة . لأنه يريد أن يحقق هدفين قبل أن يكون جاهزا لوقف الحرب هما: السيطرة على قيادة الجيش بدلا عن ” الاسلاميين “، وأن يتخلص من سيطرة الاسلاميين على الجيش وعليه هو شخصيا.

تجدد الاشتباكات عُقب خروج البرهان وحرق بمستودعات وقود مطار الخرطوم

اندلعت إشتباكات عنيفة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم السبت 26 أغسطس ” آب ” 2023 بمحيط منطقة سلاح المدرعات جنوب الخرطوم لليوم السابع على التوالي . إذ شوهدت كرة ضخمة من اللهب تتصاعد من أحد المباني وتلتها أعمدة من الدخان .

ويأتي الانفجار في سِياق القصف المدفعي والهجمات الجوية المكثفة التي شنتها القوات المسلحة إلى أهداف عديدة لقوات الدعم السريع وسط الخرطوم وأرض المعسكرات والمدينة الرياضية .

وأكد مصدر عسكري بالجيش السوداني أن الانفجار حدث نتيجة حرق نشب في مستودع وقود للطائرات داخل مطار الخرطوم الدولي .

 قتل مدنيين في الخرطوم ونيالا وواشنطن تدعو لوقف فوري للقتال في السودان

ذكرت مصادر محلية ان القِتال الذي اندلع يوم السبت خلفت سُقوط 7 مدنيين في قصف عشوائي لقوات الدعم السريع بـ ” أم درمان ” غربي العاصمة الخرطوم .

وفي نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور احتدم القتال بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع خلفت آلاف الضحايا السودان وموجة نزوح واسعة طالت ثانٍ أكبر مدن السودان.

وتضررت الأحياء الشرقية والقريبة من السوق ومحيط القيادة جراء الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في الأيام الأخيرة .

 وشهدت أحياء أحياء الكنغو وخرطوم بالليل و كرري وموسية وتكساس نزوحًا كبيرًا لسُكانها  إلى ولاية الضعين والله إلى الفاشر.

وتعرضت الأحياء الوسطية لموجة سرقات واسعة خاصةً حيّ ” النهضة ” حيث تم سرقت الهواتف وبعض المتقنات الخفيفة .

 وفي الجانب الصحي لازال المستشفى التركي يعمل بصورة طبيعية مع انقطاع تام لـ ” الأدوية ” . فيما يستقبل  المستشفى التخصصي الحالات الطارئة . اما بالنسبة للمراكز الصحية فإن مراكز السلام والنهضة لايزالان يعملان بصورة طبيعية .

مع ملاحظ عودة المواصلات الداخلية من وإلى موقف ” الجنينة ” والمواشي والمستشفى التعليمي والتخصصي فقط مع عدم وجود أي كادر صحي في التعليمي .

واضاف إن تذكر الباصات قد إرتفعت بصورة كبيرة من وإلى باقٍ الولايات الآمنة حيث وصل سعر تذكرة  البص  الفاشر حوالي 40 ألف اما العربات الصغيرة فقد وصلت إلى 50 ألف .

وشهدت أحياء السلام والجير شمال والنهضة استقرارًا كبيرًا بعد أيام  شهدتها هذه الأحياء  وقوع دانات تسببت في في سقوط مدنيين وجُرح اخرين .

فيما قال شهود عيان بنيالا إن المدينة تأثرت بالاشتباكات، نتيجة للمقذوفات الحربية التي تسقط باستمرار بالمناطق السكنية، وأكد مصدر طبي بالمدينة أن الأطقم الطبية تواجه صعوبة في علاج الجرحى وإجلائهم من مناطق الخطر، بالإضافة إلى نفاد كافة المساعدات الطبية، فيما قال المصدر إن عدد القتلى من المدنيين قد يقارب الثلاثمائة.

نيالا : إستخدام المدنيين دروع بشرية

قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن عددًا من موظفيها وعشرات آلاف المدنيين عالقون داخل المدينة، مشيرة إلى أن المدنيين يُستخدمون دروعًا بشرية، ويعيشون في ظروف قاسية.

وأضافت أن المستشفى الوحيد في نيالا يخضع لسيطرة المسلحين، والرعاية الصحية للمدنيين منعدمة.

وطالبت أطباء بلا حدود أطراف النزاع بتوفير ممر آمن، وضمان حماية العاملين في المجال الإنساني .

جولات البرهان الخارجية هل هو إعلان عن مرحلة جديدة ؟

في أول جولة خارجية له منذ اندلاع الاقتتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يعتزم رئيس مجلس السيادة السوداني، والقائد العام للجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان، إجراء جولة خارجية تشمل مصر وعدة دول خليجية حسب ما نقلت وكالة رويترز، فيما نقلت وسائل إعلام عربية أن الرئيس مصري يستقبل البرهان في مدينة العلمين اليوم الأحد 27 أغسطس 2023 ويتوجه بعدها إلى السعودية .

وبحسب مدير تحرير صحيفة الأهرام المصرية، فإن القاهرة سوف تطرح على البرهان مبادرة مصرية لحل الأزمة السياسية في السودان، وتتلخص في بعض البنود أهمها: وقف إطلاق النار – نشر قوة مصرية/أفريقية لمراقبة وقف إطلاق النار- عقد مؤتمر سياسي يجمع الأطراف العسكرية والمدنية كلها (عدا المؤتمر الوطني) للتوافق على خارطة طريق. وسوف تطلب من البرهان وقف جهود تشكيل حكومة الأزمة التي يعتزم إعلانها في بورتسودان من أجل إفساح المجال للحل السياسي الشامل .

وأوضح الدبلوماسي المصري أن البرهان سيتوجه إلى المملكة العربية السعودية مباشرة من العلمين الجديدة عقب انتهاء محادثاته مع السيسي، لافتاً إلى أنّ من المقرر أن يتوجه إلى الإمارات عقب زيارة السعودية.

وقال الدبلوماسي المصري، إن القاهرة استطاعت أخيراً فرض نفسها كطرف فاعل في الأزمة السودانية رغم محاولات التجاهل، سواء من الأطراف الغربية والإدارة الأميركية، وكذلك من بعض الأطراف العربية في بادئ الأمر، مضيفاً أن “المساعي المصرية في عقد قمة دول الجوار في القاهرة، وما تبعها من اجتماع وزراء خارجية المجموعة في تشاد، حافظ لمصر على موضع قدم، يحمي مصالحها، ويعزز دورها باعتبارها دولة جوار ومعنية بالدرجة الأولى في كل ما يحدث في السودان”

البرهان يصل إلى بورتسودان

وصل إلى ولاية البحر الأحمر ” بورتسودان ” قائد القوات المسلحة السودانية عبدالفتاح البرهان اليوم الأحد 27 أغسطس 2023 في أول خروج له من العاصمة السودانية الخرطوم منذُ بدء القتال بين الجيش السوداني و ” قوات الدعم السريع ” قبل أكثر من 5 أشهر .

وافاد بيان صادر من عن مجلس السيادة السوداني الذي يترأسه البرهان بأنه وصل اليوم الأحد إلى مدينة ” بورتسودان ” .

واضاف البيان أن نائب رئيس المجلس السيادي مالك عقار كان في استقبال ” البرهان ” بمطار بورتسودان الدولي المدينة التي تقع بمنأى عن من أعمال العنف والقتال .

ورجحت التوقعات بان الفريق أول عبدالفتاح البرهان سيدير الدولة بصفته الأخرى رئيسًا لمجلس السيادة الانتقالي وسط تسريبات عن نيته تشكيل حكومة ” تصريف أعمال ” . كما تشير التوقعات إلى ان البرهان سيتوجه إلى في جولة خارجية تشمل جمهورية مصر العربية والسعودية

وقضى البرهان حوالي 4 أشهر في مقر القيادة العامة للجيش وسط العاصمة السودانية الخرطوم وهو واحد من المناطق الملتهبة منذُ بدء الصراع في 15 أبريل 2023 . ولايعرف على وجه لدقة كيف خرج البرهان من “البدروم ” في ظل الحصار الشرس من قبل قوات الدعم السريع على القيادة العامة .

حميدتي يطرح مُبادرة للحل في السودان

أظن ان وتيرة الأنشطة السياسية تتسارع على وقع إيقاف الحرب اللعينة في السودان التي قضت على الاخضر واليابس . فبعد ظهور الفريق أول عبدالفتاح البرهان قبل أيام ؛ ظهر اليوم الأحد الموافق 27 أغسطس 2023 قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو ” حميدتي ” .

ونشر دقلو على حسابه بمنصة ” اكس ” بيانًا مطولًا عن رؤيته لحل أزمة السودان وتأسيس الدولة السودانية الجديدة . أكد فيه ان حل الأزمة الراهنة ينبغى ان يكون بـ ” الحل السلمي ” .

وقال محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع أحد طرفى الصراع في السودان ان حل الصراع يجب ان يكون سلميًا وطالب بالعمل للتوصل إلى إتفاق طويل الأمد لوقف ” إطلاق النار ” على ان يقترن بمبادئ الحل السياسي الشامل الذي يعالج الأسباب الأساسية لحروب السودان .

وأضاف البيان أن الحرب الحالية يجب أن تكون «الحرب التي تنهي كل الحروب في السودان». وتابع: «نظام الحكم يجب أن يكون ديمقراطياً مدنياً يقوم على الانتخابات العادلة والحرة في كل مستويات الحكم».

كما طالب بضرورة بناء جيش سوداني جديد من الجيوش المتعددة الحالية بغرض بناء مؤسسة عسكرية قومية مهنية واحدة «تنأى عن السياسة».

وأضاف أنه يجب أيضاً العمل على إشراك أوسع قاعدة سياسية واجتماعية ممكنة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمرأة من كل مناطق السودان في السلطة.

ودعا دقلو إلى «تصفية النزعات الاحتكارية غير المشروعة للسلطة والنفوذ سواء أكانت آيديولوجية راديكالية أو حزبية أو أسرية أو عشائرية».

هدوء في نيالا بعد وصول القوة المشتركة ومناوي يسافر إلى بورتسودان

هدأت العمليات العسكرية في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور بعد وصول قافلة من القوة المشتركة والتي تشمل حركة تحرير السودان جناح مني اركو مناوي وحركة العدل والمساواة يوم الأحد الموافق 27 أغسطس 2023حيث شهدت المدينة قتالًا عنيفًا بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع خلفت سقوط عددًا من القتلى والجرحى .

وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن الوضع قد شهد استقرارًا امنيًا كبيرًا بعد الجهود التي بذلتها القوة المشتركة للتوسط في ” هُدنة ” محلية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع .

ومع بداية الحرب أعلنت أعلنت القوة المشتركة تحت قيادة حاكم إقليم دارفور منى اركو مناوي حيادها في الحرب الدائرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في السودان . وتسيطر القوة المشتركة  على أجزاء كبيرة من عاصمة ولاية شمال دارفور الفاشر حيث فرضوا هدنة محلية بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة .

وشهدت ولايات دارفور الكبري معارك شرسة بين القوتان اسفرت عن سقوط اعدادًا كبيرة من القتلى وسط المدنيين في ولايات الجنينة – زالنجي – نيالا – الفاشر . ورغم سيطرة قوات الدعم السريع على معظم دارفور ولكن  حاميات الجيش لاتزال صمود في قواعده في هذه العواصم .

في تطور ذات صلة غادر حاكم إقليم دارفور إلى بورتسودان برفقة القائد العام لجيش تحرير السودان جمعة محمد هاجر في صورة تم تعميمها وهو يرتدى ” الكاكي” بما يتناقض مع المظاهر الأخيرة الاخري التي ظهر فيها في زي مدني .

البرهان : الذين غزوا الخرطوم لايشبهون أهل السودان ولن نتفق مع الخونة

أكد القائد العام للجيش السوداني عبدالفتاح البرهان اليوم الاثنين 28 أغسطس2023  بعد وصوله قاعدة فلامنغو البحرية العسكرية في بورتسودان أنهم مستمرون في القتال ، نافيًا الإتفاق مع قوات الدعم السريع .

وقال في كلمة من القاعدة البحرية أنه ” لا إتفاق ولا صفقة مع المتمردين ” مؤكدًا ان الجيش مستمر في القتال .

جولات تفقدية

كما قام الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بزيارة القواعد العسكرية داخل وخارج العاصمة الخرطوم .

 يذكر أن البرهان كان زار قواعد عسكرية بالقرب من العاصمة، في أول جولة له خارج الخرطوم منذ اندلاع الصراع مع قوات الدعم السريع في أبريل .

معارك مستمرة

شهدت مدينة أم درمان صباح اليوم الثلاثاء 28 أغسطس 2023 معارك طاحنة بمختلف أنواع الأسلحة بالقرب من المناطق الفاصلة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع .

وقال الجيش السوداني ، إنه وجه ضربات بالمدفعية الثقيلة لمواقع تمركزات ” قوات الدعم السريع ” . حيث شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد في المكان وسط إشتباكات شرسة بين الطرفين .

وقد أسفرت المعارك بين الجانبين حتي الآن عن مقتل نحو 5 آلاف شخص وفق منظمة ” أكليد” . ونزوح أكثر من 4 ملايين سواء داخل السودان أو في البلدان المجاورة .

زيارات البرهان إلى الخارج .. هل حانت ساعة إخماد الحرب في السودان ؟

تساءلت دوائر سودانية عن مدلولات زيارة الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى بورتسودان زيارة بلاعودة ام مجرد تهيئة الأجواء لاستئناف مفاوضات ” جدة ” ؟

ترى أطراف سياسية سودانية في خروج الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان فرصة للنظر إلى مايجري بشكل مختلف عمايقدم له من تقارير من قيادات محسوبة للعناصر النظام البائد .

واوضح اللواء كمال إسماعيل عضو اللجنة المركزية لقوى الحرية والتغيير ان خروج البرهان من موقعه العسكري في الخرطوم قد يكون إيجابيًا من زاوية تعرفه على ما آلت إليه الأوضاع في السودان بسبب الحرب “العبثية ” كما وصفها وان إستمرار وجوده في ” البدروم ” يسر لعناصر ” الاخوان ” حجب المعلومات الصحيحة عنه .

وأشار اللواء كمال إسماعيل إلى ان زيارة البرهان إلى كل من مصر والسعودية تعبر عن تطور إيجابي يمكن البناء عليه في ظل سعي ” القاهرة ” لتعزيز الجهود التي تقوم بها لجنة إنهاء الحرب المشكلة من دول جوار السودان وتحركات بعض المسؤولين السعوديين لدعم إستئناف مفاوضات ” جدة ” من جديد كخيار مهم لوقف الحرب .

سيناريوهان قد يلجأ إليها البرهان بعد خروجه من الحصار

قد يتفق الجميع على ان هناك سيناريوهان لاثالث لهما قد يلجأ إليها الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عقب خروجه من مقر القيادة العامة وما إذا كان سيتجه لوقف الحرب وتوقيع إتفاق مع قائد قوات ” الدعم السريع ” الفريق محمد حمدان دقلو ” حميدتي ” أو استغلاله النصر المعنوي الناجم من خروجه من ” البدروم ” لتقوية موقف جنوده من أجل استمرار الحرب حتي القضاء على ” المليشيا المتمردة ” وهو الخط الذي أكده اليوم الاثنين 28 أغسطس 2023 بعد وصوله قاعدة ” فلامنغو ” البحرية العسكرية في بورتسودان . وقال في كلمته من القاعدة البحرية أنه ” لا إتفاق ولاصفقة مع المتمردين ”  مؤكدًا ان الجيش مستمر في القتال .

فيما يرى الخبراء والمتفائلين عكس ذلك ، إذ يتوقعون مفاصلة بين قيادات الجيش ودعاة إستمرار الحرب المتمثلين في ” جماعة الإخوان المسلمين ” وعناصر نظام البشير الذين تتهمهم جهات مدنية بتوريط الطرفين في حرب لاناقة لهما فيه ولاجمل ؛ وتابع الخبير الذي فضل ذكر إسمه ان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان سيوقع اتفاقًا مع قائد قوات الدعم السريع لينهى حالة الحرب بينهما .

ورأى الخبير  ” ان البرهان الذي عانى وعثاء الإقامة الجبرية تحت الارض التي فرضها عليه ” جماعة الإخوان المسلمين ” أكثر من 4 أشهر ونيف لم يكن لديه الآن درهم ثقة يكفي لتكوين حكومة تصريف يُبنى لبناء تقارب جديد معهم ” .

نهاية وشيكة للحرب في السودان

قالت مصادر محلية أن الحقائق على على الأرض تُرجح بنسبة كبيرة مؤشر قرب إنهاء الحرب ؛ حيث رصدت تراجع كبير لقوات الدعم السريع في مقر قيادة المدرعات في الخرطوم ومقر سلاح المهندسين ووادي سيدنا في أمدرمان وأضافت : ” أيا كانت إستراتيجية قلة التواجد العسكري لـ ” قوات الدعم السريع ” في الحرب – لكنها تلتقى عند مؤشر النهاية الوشيكة للحرب في السودان التي قضت على الأخضر واليابس .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى