تقارير

الخرطوم مدينة ” الحزن والبؤس ” لاتصلح للعيش بعد الحرب

إعداد : الخير صالح عبدالله

أكملت الحرب في السودان 6 أشهر وتحولت العاصمة ” الخرطوم ” إلى حطامٍ ركام بفعل آلة الحرب التي دمرت كل البنية التحتية والمؤسسات الحكومية والجامعات وأفقرت المواطنين وشردتهم في الداخل والخارج . لتكتب حرب منتصف أبريل نهاية الحياة في السودان عمومًا .
وتفاقمت أزمة المدنيين مع إمتداد الصراع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع لتشمل معظم ولايات البلاد عدا قِلة منها في وسط السودان وشماله وشرقه .

نهب وتدمير المؤسسات

منذُ بداية الصراع المسلح بين القوات المسلحة وقوات ” الدعم السريع ” تركزت الهجمات العسكرية على ” مطار الخرطوم ” ليتم تدميرها بالكامل . ثم خاضت القوتان صراعًا مسلحًا في القيادة العامة للجيش ليتم تدميرها أيضًا . ولم يسلم ” القصر الجديد ” من التدمير إضافة إلى وزارة المعادن والعدل وهيئة المواصفات والمقاييس وبرج النيل للبترول علاوة على نهب وتخريب كل البنوك التجارية والحكومية ، وكل المناطق الصناعية الكائنة في مدينة بحري شمال العاصمة الخرطوم . وشمل التدمير أيضًا قطاعٍ وأسع من خطوط نقل وتوزيع الكهرباء ، ومحطات تنقية المياه لاسيما قطاع بحري . وتعرضت إغلب ” الجسور ” في الخرطوم لتلف نتيجة تعرضه للقصف . ولحق الضرر بمباني الإذاعة والتلفزيون الذي تعرض للقصف . وتم تدمير كل ” المستشفيات ” الحكومية والخاصة ونهبها . وتعرض قطاع الإتصال للتخريب .

ولم تسلم منازل المواطنين من النهب والتخريب حيث تعرض 80‎%‎ من المنازل للتدمير الكلي والجزئي ، علاوة على نهب المركبات العامة والخاصة والأسواق الرئيسية في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان التي تم نهبها وحرقها ونهب مخازنها .

تحديات عودة المواطنين إلى منازلهم

مابين سندان حلم العودة ومطرقة إنعدام سُبل الحياة في العاصمة الخرطوم يعيش آلالاف السودانيين صراعًا نفسيًا مع ذواتِهم جراء آلة الحرب التي دمرت كل المنشات الحكومية والبنية التحتية والجامعات والمنازل في ظل تحديات جمة تنتظرهم حين عزموا العودة إلى ديارهم .

هل يُمكن ان نطلق على الخرطوم “مدينة أشباح حزينة ” ؟ ربما هو الوصف الأدق لحال العاصمة السودانية الخرطوم التي تغيرت شوارعها ومبانيها وخدماتها وبنيتها فضلًا إلى ان الأوضاع المعيشية إزدات سوءًا جراء الحرب اللعينة فلم تعد ” الخرطوم ” تصلح للسكن بعد توقف الحرب لإنعدام كل مقومات الحياة فيها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى