تقارير

قرار عقوبة على كرتي وضع البرهان وقيادة الجيش في مطب خير !

قرار العقوبات الامريكية الذي أعلنه وكيل وزارة الخزانة لشؤون ( الإرهاب والاستخبارات بعقوبة على كرتي الأمين العام للحركة الاسلامية وشركة للدعم السريع في الخرطوم وأخرى شركة روسيا وضع البرهان وقيادة الجيش السوداني في مأزق ضيق ومحرج للغاية كونه صنف وزير الخارجية في نظام البشير بأنه معوق للحل السلمي في أشارة واضحة أن الإسلاميين وراء قرار الحرب وهذه نفس الاتهامات التي قالها قائد الدعم السريع حميدتي عندما اتهم البرهان وقيادة الجيش بالولاء لتنظيم الإسلاميين والمؤتمر الوطني وفي نفس السياق القرار اربك المشهد على البرهان وقيادة الجيش وادخلهم في نفق خطير وباتوا مطالبين بابراء ذمتهم من الإسلاميين أو اتخاذ قرارات تؤكد انحيازهم لهم وكلا الاختياران في غاية الصعوبة والخطورة وبات لاتوجد منطقة اوسطى ، القرارات جاءت في توقيت ينتظر البرهان ووزير خارجيته ومعاونيه قرارات بتصنيف الدعم السريع مليشيا إرهاربية بعد مطالبته رسميا بذلك في خطابة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة 78 في نيوريوك هذا الشهر ولكن جاءت الرياح بمالا يشتهي الإسلاميين الذين كانوا يمنون النفس باعدام عدؤهم اللدود الدعم السريع وحلفائه قوى الحرية والتغيير أذا انقلبت الموازين تماما ويبدو أن القرارات واضحه للضغط على الاشخاص الذين يعرقلون استئناف المفاوضات في منبر جدة وإنهاء الحرب
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون(( الإرهاب والاستخبارات المالية))، بريان إي. نيلسون، إن “إجراء اليوم إنما يحاسب أولئك الذين أضعفوا الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي وديمقراطي في السودان”. “سنواصل استهداف الجهات الفاعلة التي تديم هذا الصراع لتحقيق مكاسب شخصية”
يبدو أن الولايات المتحدة بدا صبرها ينفد من عدم وقف القتال في السودان لانها تدرك المخاطر والاضرار التي ستلحق بالمحيط الإقليمي وأمن البحر الاحمر من جراء اتساع رقعة الحرب وقد نبه البرهان في خطابه الأممي لخطورة هذه النقطة بالتحديد .

قرار العقوبات على علي كرتي يكشف أن الولايات المتحدة تحمل الأمين العام للحركة الاسلامية المسؤولية الكبرى في استمرار القتال وعدم التوصل إلى حل للأزمة وعرقلة مواصلة المفاوضات في جدة وسيما الحرب دخلت شهرها السادس وما فعلته من دمار وخراب في البنية التحتية وقتل أكثر من اربعة الآلاف شخصا وذكرت وكالات أممية ان ثلث الشعب السوداني يواجه خطر الجوع ونقص العلاج فيما شرد أربعة ملايين من مساكنهم كأعلى معدل للنازحين في العالم بالإضافة إلى المعاناة والمخاطر التي تواجه الشعب في كل ساعة من الرعب والخوف من الموت ، كلها مسببات جعلت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ودول الجوار على الدخول في الخط. لايجاد الحل لاسوا كارثة إنسانية تمر على السودان في العصر الحديث .

بهذه العقوبات تكون الأزمة السودانية دخلت منعطفا جديدا وفتحت كل ابواب الاحتمالات أمام سيناريوهات متعددة ظل المحللين يحذرون من خطورتها و الوصول إلى نقطة اللاعودة .
قرار تحميل كرتي يعني ربط الجيش مع الحركة الاسلامية وهذا يطابق ادعاءات قائد الدعم السريع حميدتي وقادة الحرية والتغيير وفي المقابل ظل البرهان وقيادة الجيش يتهربوا من هذه التهمة في كثير من تصريحاتهم الإعلامية .
البرهان بات في موقف محرج للغاية بعد معاقبة على كرتي أما التملص منه وهذا سيقلب عليه غضب الإسلاميين الذين دعموه في المعارك وزيارته لقائد كتيبة البراء في عطبرة بالمستشفى تثبت ذلك .
يبدو أن عقوبات وكيل الخزانة لشؤون الارهاب وهذه وحده خطيرة جدا بأن هذه بداية لقرارات أخرى قادمة ، بقوله : ” ننوه إلى ان تصنيف اليوم يعزز اتساق وفعالية الجهود الدولية للضغط على الأطراف المتحاربة لوقف القتال” .

في نفس السياق سارعت الحركة الاسلامية بنشر وجهة نظرها من هذا القرار في تصريح مقتضب اعلنت موقفها والأمين العام قائلة في البيان ” موقف الحركة وأمينها العام مُعلن منذ الانقلاب العسكري بأنها منحازة لصف المحافظة على سلامة البلاد وأمنها واستقرارها” وقالت أيضا : الحركة الإسلامية : – ليس مستغربا أن تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لإصدار قراراتها الجائرة والوقوف في الصف الخطأ في حقبة مهمة في تاريخ السودان .

قرارات الخزانة الامريكية على علي كرتي وشركتين للدعم السريع سيكون لها تداعياتها على مسرح الاحداث في الأزمة السودانية في الايام القادمة .

” أمدر تايمز ” لندن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى