الأعمدة

مجلس بلا سيادة.. وحكومة بدون قيادة..!

منذ انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر الذي وصفه من قاموا به ومن دعموه بتصحيح المسار وسفينة البلاد لم تعرف لذلك المسار بوصلة توجهها الى بر الامان.. فتنصل حتى قائد الدعم السريع عن سبة المشاركة في ذلك الانقلاب على الحكم المدني على علاته التي كانت ستعالج بالمزيد من التجارب.
ولكن حالة التربص التي لم تهدأ لصرع تلك المدنية من تيار الذين استعصى عليهم تحمل حالة الفطام من ثدي الحكم المسموم الحليب وقد عاقروه عقودا.
الى ان بلغوا بحقدهم على ثورة ديسمبر الى درجة اما ان نحكمكم او نقتلكم.. وهاهي سكين ذلك التدبير بعد ان ذبحت الشعب من الوريد الى الوريد تتجه الى تقطيع اوصال الجيش بتلاحق السقوط المذل لحامياته في الغرب.
والقيادة المتمثلة في رجل واحد غارق في تخبطه لا زالت تتوهم انها الحاكمة بامرها.. فتصدر قرارات اعفاء عضو سيادي يمد لها لسان الاستهزاء غير معترف بدستورية قرارها.. و هناك من يتلمظون لملء ذلك الفراغ بفراغ اكثر.
والتعديل الوزاري الاخير وكأنه قد فسر الماء بعد الجهد بالماء.. فكلف بعض الاسماء لتحل محل المكلفين الذين ظلوا على هامش سلطة الانقلاب المفككة الاضلاع بلا سلطة وبلا انجازات.
والكل يعلم ان دفة حكومة مابعد الانقلاب في يد رجل واحد اسمه الفكي جبريل يديرها كيفما شاء بلا رقيب ولا حسيب..
وعزلة البلاد الخارجية بلغت بها مرحلة الهوان حتى في منبر جدة الذي لايعترف بالحكومة الحالية فيرقض تمثيلها في المفاوضات.. ويقر باحقية الجيش فقط في الجلوس مع وفد الدعم السريع.
لكن وبرغم كل ذلك.. فصوت الثورة وان كان قد علا عليه ازيز الطائرات و ضجيج المدرعات ولعلعة السلاح.. ولكنه بلا شك وما ان تضع الحرب اوزارها.. سينتفض مارد الثوار من خلف دخان الياس.. لينطلق مغردا في مسامع الفضاء.. ابدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا.
والعسكر للثكنات.. وكل المليشيات للحل.. وان غدا لنظاره قريب باذن الله.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى