معايير تقييم الحياد والإدانة في هذه الحرب اللعينة..!
لعل الكل يذكر حينما كان الفريق ياسر العطا عضو مجلس السيادة الانتقالي متسيدا المشهد في ميادين المعركة.. ان انبرى في احدى خطبه تلك و على الهواء مباشرة وسط الجنود المرابطين في احد المواقع وشن هجوما عنيفا على اعضاء الحكومة من الذين رفعوا راية الحياد مابين الجيش والدعم السريع ووصفهم بالمتخاذلين حتى عن ادانة افعال وفظائع التمرد في حق المواطنين الابرياء !
ولعل الفريق العطا ودون ان يسميهم صراحة قد اشار ضمنا لعضوي مجلس السيادة الدكتور الهادي ادريس و.الطاهر حجر و القائد مني اركو مناوي والدكتور جبريل ابراهيم ومن يتبع لهم من الوزراء والولاة وغيرهم من المسئؤلين!
ولكن تلك كانت ربما الخطبة الاخيرة للفريق ياسر الذي خبا صوته ولم ينبس ببنت سفة بعدها وكأنه قد الجم لسانه عن الخوض في مثل هذا الامر او غيره بالقدر الذي طرح الكثير من التساؤلات الحائرة حول اسكات الرجل وحتى سر اختفائه المريب!
ولكن بالمقابل لم نسمع صوتا واحدا من اهل الحكم او دعاة البل والجغم يجروء على تخوين اولئك الذين التزموا الحياد غير الايجابي رغم انهم يمثلون تروسا في السلطة الحاكمة ولم ينطقوا بكلمة واحدة تدين فظائع الدعم السريع التي ازكمت كل الانوف .. بل ولم يصفهم اطلاقا كتاب ومعلقو واستراتيجيو سلطة الانقلاب البرهاني بالعمالة وهم ذاتهم الذين كالوا من تلك التهم الاطنان على بقية معارضي الانقلاب وتهموهم باشعال الحرب وحينما تبين لهم من الذي اطلق شرارة الحريق..عادوا ووصفوا اولئك الإطارييين على سبيل المثال بانهم خونة و عملاء سفارات ولم يدينوا وحشية الدعم رغم انهم اشاروا الى ذلك في تصريحات عدة وقالوا انهم ذاتهم تعرضوا للإنهاكات في منازلهم واملاكهم !
وانا هنا لا ادافع عن احد او ابريء احدا هو كفيل بتولي ذلك عن نفسه بتبريرات مواقفه التي قد يقبلها البعض ويرفضها البعض الاخر.
ولكن فقط اردت ان اشير متسائلا عن المعايير التي يتم بها الفرز في تصنيف الحياد او عدم ادانة الدعم السريع بغض النظر عن الموقف من تقييم ارتهان قرار الجيش لهذا التيار المدني وطنيا او ذاك الفصيل السياسي فكريا !
الان جماعة تلك الحركات المسلحة الذين ظلوا متمسكين بحجة الحياد هم في اصعب امتحان اخلاقي و الجيش تتساقط حامياته في عقر دار قواتهم التي انشاؤها للدفاع عن انسان مناطقهم المهمشة.. ونفس ذلك الانسان الان يموت ذبحا بسكاكين الدعم السريع و يتشرد من دياره طردا بعصاه و يتضور جوعا في المنافي بفعل تعدياته.. وهم كقادة فصائل مسلحة لا زالوا يقفون في الصفة الخاطئة التي يتحتم عليهم عبرها ان يتخذوا لانفسهم ما يجعلهم اما الدخول مع الجيش مباشرة لانقاذ ما بمكن تلافيه من ماء وجهه المراق في مناطقهم التي تتساقط تباعا واما ان يترجلوا عن سرج السلطة التي ياكلون من سنام دولتها العجفاء !
فاعفاء الهادي ادريس عضو السيادي وحده ان كان سببه موقفه الفاقع والاكثر وضوحا تجاه الحرب والمطالبة بوقفها وسعيه مع الساعين لتحقيق ذلك الهدف.. فان مواقف زملائه الاخرين غير المنطقية اخلاقيا حيال ما يحدث للجيش الحكومي في دارفور واعني مني وجبريل واتباعهم الحاكمين والحاملين للسلاحو بات موقفا اكثر سوءا والحرب تدخل منعطفا سيحدد ان يكون السودان الواحد او لايكون..!
هذاان كانت فعلا قلوبهم على وحدة السودان كما ظلوا يتشدقون بعبارات النضال التي لن يكون صدقها الا في البيان بالعمل وذاك هو الميدان يا حميدان..!
