الأعمدة

الكلام المفقع وما مكعكع .. جدة للبرهان : السودان او الكيزان

لاشك أن القوات المسلحة مؤسسة وطنية لها تاريخها تستحق منا الاحترام والتبجيل.. وتفهم موقفها فيما وقع من انتهاكات سابقة واخطاء في التقديرات لاحقة..
فهذه المؤسسة مثلها مثل غيرها من المؤسسات السودانية طالها الخراب والدمار جراء فعل بني كوز لكنها كانت أقوى وأكثر تماسكا من غيرها، صمدت الي حد كبير في مواجهة ريح الكيزان الصرصر التي دمرت مشروع الجزيرة بكل تاريخه ودمرت (سودان لاين) و(سودان اير) وانتهت من سكك حديد السودان ونهشت في الهيئة القضائية حتى أصبح بعض قضاتها يصدرون أحكامهم عبر الهاتف(غرباوي) و( مدثر) نموذجا الأول اخد حق لجوء في بريطانيا التاني ماعارفه وين هسي!! .. ونياباتها حدث ولاحرج ..
غير أن الجيش ظل محتفظا بوقاره وتقديره بعض الشئ لم يتدخل افراده بشكل كبير في وحل الكيزان وقاوم قدر ما يستطيع تلك الريح ولعل الكثير منا يذكر حادثة ابعاد الاسلاميين المدنيين الذين كانت لهم مكاتب داخل القيادة العامة بدعاوى مختلفة ومختلقة في كثير من الاحيان وكثير منا يذكر المعركة التي خاضها العسكر أثناء تولى عمر عبد المعروف وزارة الدولة بالدفاع حتى وصلت البرلمان.
فخرج (مكاوي) بعد أن ارغى وازبد ارضوه بمكتب في وزارة الداخلية لا أذكر الوظيفة التي تقلدها هناك ، وقطع هم لايغلبون في اختلاق الوظائف لمحسوبيهم وبعد ذاك نقل مديرا للكهرباء.
تلك المعركة حامية الوطيس خاضها بتقية مجموعة من الضباط الوطنيين داخل المؤسسة العسكرية وزملاء لهم دخلوها عبر التمكين لكن عسكريتهم غلبت على انتمائهم.
هذه المقدمة الطويلة الهدف منها أن نقول اخطأ الجيش حينما غلبت عليه العاطفة وانساق وراء تقارير مضللة وقدر أن بإمكانه القضاء على الدعم السريع بأقل الخسائر.
وطبقا لمعلومات استقيتها من مصادر عدة ومتابعة لجملة من المواقف الجيش الان بصدد مراجعة موقفه من الحرب والسعي الي وقفها عبر التفاوض وبلاشك الانتقال من الموقف الحالي الي ضده بالكامل يحتاج الي شجاعة كبيرة لان ارتدادته ستكون عظيمة داخل المؤسسة نفسها وخارجها فموجات الشحن التي تعرض لها الجميع كانت عالية.. ووضح جليا أن أيادي النظام البائد داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية لازالت طويلة ومؤثرة.
ولكن المؤسسة العسكرية يحتم عليها واجبها الوطني وقسم افرادها الذي ادوه ساعة التخرج حماية البلاد وترابها والمحافظة على حدودها القائمة ومعلوم بالضرورة أن ذلك يتحقق بالتقدير السليم والقرار الاسلم المبني على الوقائع وتقديرات الواقع.
وواقع اليوم له أحكامه فعليا الجيش لايقاتل الدعم السريع وحده و لايقاتل ٧ دول كما يروج الكيزان ولكنه يقاتل معظم دول العالم .. فالجيش دخل هذه
الحرب وهو محاصر من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا..
الجيش دخل هذه المعركة وقد ضعف تحالفه مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ولا تثق جمهورية مصر العربية فيه بالكامل وفي المقابل يجد الدعم السريع دعما واضحا من دوائر عديدة.. أن لم يكن مباشرا فغض الطرف عنه وهو يرتكب كل هذه الجرائم وحده كافيا.

أدى ذلك مع الانقسام الداخلي إلى أن يخسر الجيش جل معاركه أن لم يكن كلها ..
نعم وبدون مواربة تراجع الجيش أمام الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وفي دارفور وكردفان والي الآن لم يختبر بشكل حقيقي في بقية الولايات وان استمرت الحرب كل المؤشرات تؤكد انه سيفقد الخرطوم كما فقد ولايات أخرى.
فالجيش الان في وضع لا يسر منذ ٧ اشهر ظلت القيادة محاصرة وكرري كذلك والذخيرة صمدت قدر ما تستطيع لكنها الان تترنح.
فلا مناص من الوصول الي حل يقي الناس شر ان يلحق هذا الجيش بجيوش أخرى في المنطقة باتت أثرا بعد عين مثل جيوش اليمن وليبيا واثيوبيا انهارت كل تلك الجيوش بشكل مفاجئ و لم تكن اقل قوة من الجيش السوداني أن لم تفقه، لكن الانقسام وتضعضع العزيمة جعلها تنهار في لحظة، وقولها لكم اليوم وقبل أن تقع الفأس في الرأس لا تستبعدوا ابدا أن نصحى فجرا لنجد أن الدعم السريع رفع رايته في القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، لا أقول هذا الحديث من فراغ وإنما من قراءة متجردة لواقع الحال.
وسيطرة الدعم السريع الكاملة تعني انهيار الدولة الحالية المسماة السودان لان ذلك سيحيل الحرب القائمة الان الي حرب الكل ضد الكل.
على قيادة الجيش اتخاذ القرار المناسب بفك الارتباط مع فلول النظام البائد والذين ثبت بشكل جلي انهم لايعلمون لصالح وطن ولا حتى لصالح فكرتهم التي لها ينتمون فالمجموعة التي أشعلت الحرب هي مجموعة حرامية تريد العودة للحكم باي ثمن لحماية أنفسهم من المساءلة، ولا ترغب في إيقاف هذه الحرب حتى لوكانت نتائجها بائنة الملامح هي انهيار الدولة المسماة السودان.
ولعل مخرجات جولة مفاوضات جدة التي أعلنت اليوم وضعت خارطة طريق واضحة يجب السير عليها وعدم التردد في تنفيذها وعندها سيرى الجيش الالتفاف الجماهيري الحقيقي حوله،الخالي من خطاب الكراهية وإفشاء العنصرية وتحريض المجتمع بعضه على بعض.
ونختم بالقول أن مخرجات جدة اليوم وضعت الجيش بين خيارين لا ثالث لهما وهما السودان او الكيزان.
والله المستعان
#جدة_غير_وفيها_الخير
#قلبي_على_وطني
#حرب_كرتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى