ابو رغد يستعيد مع الزاكي التيجاني مرور 27 عاما على استشهاد شقيقه دكتور عاطف
مرت السنوات علي إستشهداك في معركة شالي جنوب النيل الأزرق …وظلت ذكراك في دواخلنا بين الشوق والحنين وتجاذب الذكريات وبين قوة عزيمتك وإرادتك والدفاع عن قناعاتك واهدافك…كُنت ممن حِيزت لهم الحياة الرغيده في الدنيا ولكنت كُنت تعمل للاخرة …شيهد الجميع بأن والدك الزعيم الاتحادي الكبير والقطب الهلالي / *التجاني محمد إبراهيم (رحمه الله) كان صاحب سعه من المال والعلاقات الممتدة مع الجهات الرسميه إذا طلبت منه أن يشيد لك مستشفيات باسمك لفعل..ولكن بصيرتك كانت تتقدم علينا وكنت خيار من خيار عندما يممت وجهك الي معسكر خالد بن الوليد ومن بعده الي ساحات الجهاد مع المجاهدين تحمل الكلاش في يد وتضع *سماعة الطبيب* علي عنقك لم يمنع هذا من ذاك..كُنت تتحرك ببساله وشجاعة ما بين الدفاعات متفقدا ومابين المستشفي الميداني مُعالجآ.
تركت عملك في مستشفى الخرطوم وظلت روحك تُحلق فوق عنابر الأطفال والباطنيه وانت تكتب الروشته العلاجيه ثم تذهب لتصرفها من *مالك الخاص* لأن هذا المريض غير قادر ماديا أو ذلك الطفل اهله في ضيق من العيش…حدثني أطباء كانوا معك بأنك كُنت تحضر العشاء لمرافقي المرضي أيام وردياتك المسائيه وتوزعها سرا عليهم…تحدثوا وتحدثوا حتي وصل بهم الحديث الي انك *لم تُخلق لتعيش كتيرا أو تموت في سريرك*…
إنها إرادة الله تعالي أن يكون شهر ميلادك هو شهر استشهادك إن شاءالله…مرت 27 عام علي رحيلك وكأنها ساعات لم تفارق صورتك وصوتك عقلي…تعرض بعدك الوطن الي مِحن ومصائب ولكن راية الدفاع عن الوطن وحب الشهادة ظلت مُتقده جاء بعدكم من يحمل الرآيه ويخوض المعارك مُكر غير مُفر.
*أخي الشهيد طبيب/عاطف التجاني محمد إبراهيم*…الدموع ترفض أن تُحبس عند ذكراك..والقلب يعتصره الآلم..حاولنا أن نتصبر من بعدك ولكن فشلنا…أنت محفور فينا لأنك
الشهامه..والأُخوة..والكرم…والشجاعه…العلم…واصل الأرحام…وكل الصفات الحميدة.
نعم افترقنا في كورجية ذهبوا هم برفقة الشهيد ياسر عبدالمعروف وتعلموا معنا ركوب الخيل د عاطف ود كامل حيث كانت وجهتنا جبل مفو علي تخوم مدينة الكرمك اذكر ذلك الانس الشفيف ولم نكن نعلم انه اللقاء الأخير. كانت ايام يا وطني.
يا سلااااام الشهيد دكتور عاطف التجاني ،، عندما اصبت برايش في صباح معركه شالي وتم سحبنا للطبيه كان يحاول مداواه جروحي ومعه الدكتور الشهيد ماجد كامل ،، وأثناء مداوتنا ومعي عدد كبير من الجرحي اقتحمت دبابات العدو موقع الطبيه واستشهد عدد 4 دكاتره مره واحده منهم دكتور عمر عثمان ،، ودكتور عاطف التجاني ،، ودكتور ماجد كامل ،، ودكتور التجاني طالب الخامسه طب الخرطوم وقتها ،، استشهدو جميعا واقفين يدافعون عن موقع الطبيه وانا انظر لاستشهادهم واحد تلو الاخر،، رجال من نوع آخر ،، تقبلهم الله في الصالحين
*اللهم اجعله مع الصديقين والشهداء*
*أخوك/امير حسن ابورغد*
١٧/مارس/٢٠٢٤م