الأعمدة

أبناء بحرى فى بورتسودان ان شاء الله يوم شكرك ما يجى يا شاكر !!

اذا كانت لهذه الحرب التى اندلعت فى بلادنا منذ ابريل الماضى ولاتزال من فائدة , فهى قد اكدت لنا وبما لايدع مجال للشك باننا عرفنا الان باننا كنا لانعرف قيمة الاشياء الا عندما نفقدها , وعرفنا كذلك ان الوطن مهما كان فقره و بؤسه فهو يظل اغلى ما يملكه الانسان , كما كنا نظن ان الوطن هو ذلك المكان الذى نعيش فيه , ولكن تبين لنا لاحقا ان الوطن هو الذى يعيش فينا ونحمله فى دواخلنا فى حلنا و ترحالنا اينما ذهبنا , فهو لايفارقنا ولو لحظة وطيف ذكراه لا يغادرنا . ” ! فكيف الحال اذا كان الوطن بجمال و روعة الخرطوم بحرى !!؟؟
ولعل اجمل واصدق ما قراته فى هذا الامر كلمات كتبتها احدى بنات بحرى عندما قرر اهلها الرحيل بسبب اندلاع الحرب و امتدادها الى بحرى و طلب منها ان تحمل اغراضها و اشيائها الثمينة فى شنطة واحدة يسهل حملها فكتبت تقول:
“قالوا لي غادري الخرطوم بحري وخذي معاك أشيائك المهمة جداََ.. قلت حقيبتي صغيرة.. لا تتسع للنيل الأزرق ولا حلتنا ولا شارع بيتنا ولا ذكرياتنا ولا المقابر التي بها أحب أهلي فحقيبتي صغيرة جداََ جداََ ” غادرت من غير حقيبتي
وما كتبته هذه البحراوية الاصيلة هو نفس ما يحس به ابناء بحرى الذين كما يقولون قتلهم الشوق و الحنين لمدينهم التى فارقوها مضطرين ولا يعلمون كيف و متى سوف يعودون اليها و تكتحل عيونهم برؤيتها مرة اخرى ! ولله الامر من قبل ومن بعد !
فى مدينة بورتسودان التى قصدها عدد غير قليل من ابناء بحرى فى الاونة الاخيرة , وجدوا هناك ابن اصيل و كريم من ابناء بحرى وهو الكابتن شاكر شمس الدين ابن العائلة البحراوية الرياضية المعروفة و لاعب نادى التحرير البحراوى و الفريق القومى سابقا و خبيرالتدريب المشهور بدماثة الخلق و اصالة معدنه وطيب معشره وهو كذلك شقيق الاستاذ المرحوم محمود شمس الدين عملاق الصحافة الرياضية , فكان لهم خير سند وعون متخذا من مكتبته والتى اطلق عليها اسم ” مكتبة بحرى” فى قلب بورتسودان مكانا يجتمع فيه الرياضيين وابناء بحرى يتفقدون فيها بعضهم البعض و يتشاورون فى امورهم و يشدون من ازر بعضهم و يدعون الله ان يزيل الغمة ويرفع البلاء و يعودوم مرة اخى سالمين وامنين الى مدينتهم المحبوبة .
نسال الله ان يوفق كابتن شاكر و يسدد خطاه و يمتعه بالصحة و طول العمر وراحة البال ونحن نقول كما كان يقول اهلنا عندما يريدون مدح و تقدير شخص ما ” ان شاء الله يوم شكرك ما يجى يا شاكر ”
وفى الصورة المرفقة نرى الكابتن شاكر يجلس يمين الصورة و الكابتن طارق المفك فى الوسط و الاستاذ الفاتح المقبول السكرتير السابق لنادى التحرير فى يسار الصورة .
والى اللقاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى