الأعمدة

فى الذكرى الرابعة لرحيل حكيم الامة الامام الصادق المهدى !!

تمر علينا هذه الايام الصعبة و العصيبة فى تاريخ الشعب السودانى الذكرى الرابعة لوفاة السيد الصادق المهدى حكيم الامة وامام الانصار و رئيس حزب الامة القومى واخر رئيس وزراء منتخب فى نظام ديمقراطى حقيقى والذى رحل عن دنيانا الفانية فى 26 نوفمبر 2020 بسبب الحرب اللعينة والتى اندلعت منذ ابريل الماضى ولا يلوح فى الافق قرب انتهائها . وفى هذه الذكرى نعيد بعض ما كتبناه عنه فى مختلف وسائل الاعلام . وللعلم لمن لا يعرفون هذه المعلومة فان السيد الصادق المهدى و بحنكته السياسية و خبرته الكبيرة فى الادارة و شئون الحكم كان من اوائل الذين رفعوا الصوت عاليا فى وجه البشير السابق محذرا من خطورة وجود الدعم السريع خارج اطار القوات المسلحة ودفع الثمن غاليا لهذا الموقف اذ تم اعتقاله و تهديده بالاعدام كعقوبة , وفى لقاء له مع قنااة الجزيرة تم نشره فى موقع القناة فى 1/7/ قال2019 وذلك قبل اربعة اعوام من اندلاع هذه الحرب وكأنه كان يدرك بنظره الثاقب بما سوف يحدث , جا فيها الاتى :
” دعا رئيس حزب الأمة القومي في السودان الصادق المهدي إلى تجنب التوترات بين قوات الدعم السريع والجيش بأي ثمن، وإلا فإنها تخاطر بالمزيد من الاضطرابات.
كما دعا المهدي الفريق أول محمد حمدان حميدتي إلى دمج قوات الدعم السريع التي يقودها بالجيش لتعزيز الوحدة في صفوف القوات المسلحة، على حد تعبيره.
وقال المهدي -الذي كان آخر رئيس وزراء منتخب ديمقراطيا في البلاد- إنه يجب تسوية أي “توترات بين مجموعاتنا المسلحة سلميا”.
وأضاف لوكالة رويترز “إما أن يحسمها الناس قتالا وهو ما سيكون في غاية السوء للسودان، أو يقبلون بعملية مصالحة”.
وتابع “على كل قوانا السياسية أن تركز على ضرورة تحاشي هذه الحرب الأهلية وكل أشكال الصراع التي يحتمل أن تحدث”.
وفى ذكرى وفاته الرابعة نقول ان الزعيم الراحل مهما اختلف الناس حوله الا انهم يتفقون جميعهم على انه كان مشهورا بنزاهة اليد وعفة اللسان و كان عليه الرحمة نزيها لم تطاله شبهة فسادطوال حياته فقد كانت يده نظيفة و طاهره لم تمتد الى المال العام و ولم يتهمه حتى الد خصومه بالفساد او الافساد , و يقال بانه عندما كان رئيسا للوزراء لم يكن يصرف مرتبا حكوميا , ولعل اكبر مناقب الفقيد الراحل بانه كان ديمقراطيا يؤمن بالسلم و لا يحب العنف و لا يقرب منه ولا يوصى به . كما كان كاتبا و اديبا و مفكرا و مثقفا من الطراز الاول . ومتحدثا لا يشق له غبار فهو يدهشك اذا تحدث بالعربية ويذهلك اذا ما تكلم بالانجليزية , ولكنى اعتقد بان اهم ميزات الامام الراحل هو حبه الكبير للسودان و السودانيين و ايمانه الذى لا يتزحزح بحق هذا الشعب فى الحرية الحياة الكريمة والتقدم و الرقى . وعلى حسب ما ذكرت ابنته مريم بانه كان مهموما و منزعجا لعدم وجود مرجعية فى السودان للسودانيين والذين هم اهل كرامة و عزة وخير ومنهم يتحرر العالم الاسلامى و الافريقى وكان يرى ان مهمته هى السعى فى هذا الامر وكان يرى ان هنالك ثوابت يجب على الجميع الاتفاق حولها و ان الاختلاف مشروع و مطلوب فى كيفية الوصول الى تلك الاهداف , وانه يجب على الجميع التحلى بفضيلة قبول الاخرين و اعلاء قيم المسامحة وحسن الظن بالاخرين . وقد كانت زيارته لمعاودة زعيم الحزب الشيوعى السودانى الراحل محمد ابراهيم نقد العدو السياسى التاريخى لحزب الامة فى مرضه و تقبيله له على راسه دلالة على سماحة نفس الرجل و محبته و احترامه حتى لخصومه وهى خصلة لا يتحلى بها الا النبلاء و الكرماء من الناس ,
الا رحم الله االسيد الصادق المهدى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصّديقين والشهداء والصالحين. وحسُن أولئك رفيقا
والى اللقاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى