الأعمدة

وصمة استبعاد منتخب الناشئين مواقف و تبعات و توقعات (2)

إهدار سمعة كرة القدم السودانية

حسن الكوباني

إهدار سمعة كرة القدم السودانية

@نالت هذه الواقعة الكريهة بشكل كبير من سمعة كرة القدم السودانية التي تأسس اتحادها الوطني في عام 1936 و انتسب إلى الفيفا في عام 1948 و كان له قصب السبق في تأسيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم(كاف)بالخرطوم عام 1957بجانب مصر و إثيوبيا و جنوب أفريقيا بمبادرة قادها المغفور له الدكتور عبد الحليم محمد….هذا الاتحاد الرائد جار عليه الزمان- و قبل ذلك الخلف المعور- ليستبعد منتخبه للناشئين من تصفيات مناطقيةّ برفقة جيبوتي التي انتسب اتحادها الوطني إلى عضوية الفيفا في عام 1994 !

وزيرة الشباب و الصمت المريب

@ظللت أتابع ما يقال و ينشر و يذاع من ردود الأفعال تجاه هذه الوصمة فاحسست بكثير عزاء ان البعض من أهل الوسط الرياضي لا يزال يجهر بقول الحق مستنكراً الواقعة ، و ظللت اترقب-مكذبا الظن-موقف يصدر عن السلطة الحكومية الرسمية المسؤولة عن الرياضة، على شاكلة قرار تصدره وزيرة الشباب والرياضة هزار عبد الرسول بإحالة الأمر إلى سلطات النيابة المختصة للتحقيق أو حتى بيان هزيل يشجب و يدين ما حدث،و لكن واحسرتاه !لم أجد غير الصمت المريب المتماهي مع الفساد المباشر الذي انحدرت إليه الوزيرة، و تبدى من قبل في قرارها الذي أصدرته في النصف الثاني من العام الجاري 2022 بتعيين الدكتور موسى حماد كافى مديرا لمركز الخرطوم الدولي لتطوير الكرة الطائرة، و الغادي و الرائح يعرف أن الاتحاد الدولي للكرة الطائرة (FIVB) كان قد ألغى هذا المركز عام 2018 أي قبل أربع سنوات لعدم الفاعلية وسوء الإدارة و لم يعد له وجود و أصبح من الغابرين !

@وواقع الأمر أن وزيرة الشباب والرياضة التي أصدرت هذا القرار الفاسد لا يمكن أن تكون قيادة خلقية للرياضة في السودان، و بالتالي فإن عجزها عن الفعل و تماهيها بالصمت عن فضيحة استبعاد منتخب الناشئين جراء تزوير جواز سفر أحد لاعبيه، إنما هو نتيجة حتمية لمن يفتقدون القيم الأساسية التي يفترض وجودها في ضمير من يتصدون للعمل العام مثل قيم المسؤولية الشخصية.

أليس منكم رجل رشيد

@أما أعضاء مجلس إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم فقد لاذوا بالصمت كأنهم لا يعلمون ! و يبدو أن سكوتهم تقية من (مرجان أحمد مرجان) كرة القدم السودانية…أليس منكم رجل رشيد جسور يقف بجانب الحق و يعزف عن الباطل و يجهر بإحالة هذه الواقعة المنكرة إلى غرفة التحقيق بلجنة الأخلاق بالاتحاد….فمالكم لا تصدعون بالحق و أنتم من اتخذتم (التغيير) شعارا لحملتكم الإنتخابية، و الحق أنه أضحى يثير الغثيان و ذلك قبل مرور أقل من عام واحد على تسنم مجلسكم قيادة كرة القدم السودانية !

مرجان كرة القدم السودانية و متلازمة الفساد

@و مالكم تكتمون حكم الله في فعال هذا الرجل الذي أينما حل فسد و أفسد سواء أكان في أمانة المال أو في لجنة المنتخبات الوطنية ، و التاريخ الفوري يحدثنا على سبيل المثال لا الحصر عن مبلغ و قدرة مائتي ألف دولار تسلمه الرجل من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) بإسم الاتحاد السوداني لكرة القدم عام 2017 و لم يقم بإيداع المبلغ في الحساب المصرفي للإتحاد، و عندما ضيق عليه الخناق عام 2021 لإعادة المبلغ الذي ظل بحوزته لأكثر من أربع سنوات ! احتال مجددا بتقديم شيكات مصرفية ارتدت بسبب غلق الحساب و لاذ بعدها بالفرار إلى مصر المؤمنة بأهل الله للحيلولة دون دون تنفيذ أمر القبض عليه !…مالكم تكتمون الحق و أنتم تعرفون ما يدور في اروقة الاتحاد و دهاليزه من فساد أكثر مما اعرف (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون ) صدق الله العظيم.

متى تتدخل لجنة الأخلاق بالفيفا

@لا يحسبن أحد أن الذين ارتكبوا هذا الفعل المخزي بمنجاة من المحاسبة و العقاب بواسطة لجنة الأخلاق بالفيفا، فقد قضت المادة (30) فقرة (2) من قانون الفيفا للأخلاق(FIFA Code of Ethics) بأنه إذا لم تتخذ الإجراءات الصحيحة على المستوى الوطني (أي بواسطة الاتحاد السوداني لكرة القدم) و/أو القاري (أي بواسطة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم) خلال ثلاثة أشهر من تاريخ إحاطة لجنة الأخلاق بالفيفا بالقضية، تكون اللجنة مخولة للتحقيق و الفصل في القضية.

@و فيما يتعلق باحاطة لجنة الأخلاق بالفيفا بالقضية،فقد نصت المادة (58) فقرة (1) من قانون الفيفا للأخلاق على أنه يجوز لأي شخص أن يتقدم بشكوى متعلقة بخرق هذا القانون إلى سكرتارية غرفة التحقيق (Investigatory Chamber) بلجنة الأخلاق بالفيفا.

عاقبة التزوير و التزييف

@عليه، يجوز لأي من أعضاء الاتحاد السوداني لكرة القدم (اتحادات محلية و/أو أندية ممتاز) أو أي شخص أن يتقدم بشكوى إلى سكرتارية غرفة التحقيق بلجنة الأخلاق بالفيفا تاسيسا على خرق المادة (34) بعنوان (التزوير و التزييف)من القانون المذكور التي تقرأ:

1-يحظر على الأشخاص الخاضعين لهذا القانون تزوير مستند أو تزييف محرر رسمي أو إستخدام وثيقة مزيفة أو مزورة.
2-يعاقب كل من يخرق هذه المادة بغرامة مناسبة لا تقل عن10000 فرنك سويسري و كذلك المنع من المشاركة في أي نشاط متعلق بكرة القدم لمدة لا تقل عن سنتين.

الحرمان من المشاركة لنسختين

@يتوقع أن يصدر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم(كاف) قرار بحرمان السودان من المشاركة في النسختين التاليتين لكأس أمم افريقيا للناشئين (تحت 17 سنة) و ذلك استنادا إلى المادة(32) مقروءة مع المادة(33) بالفصل السابع عشر بعنوان (الغش و التزوير و الخطأ الإداري) من لائحة كأس أمم أفريقيا للناشئين (تحت 17ةّ سنة).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى