الأعمدة

من يعدم من ؟

 

جاء في بعض الانباء المسربة إن القوات المسلحة اعدمت سبعة ضباط من منسوبيها بعد إدانتهم بالتخابر او محاولة التواصل مع قوات الدعم السريع التي شقت عصا الطاعة على الرحم الذي سقطت عنه سفاحا .

الخبر تم نفيه بواسطة الجهات الناطقة باسم اعلام الجيش ..وهو امر طبيعي ومنطقي ان يتم النفي في مثل هذه الظروف الحساسة التي يقود فيها الجيش حربا اما ان يكون بالانتصار فيها واما الا يكون إذا ما خسرها لا قدر الله .
فمثل هذه التسريبات وان جاءت مدعمة باسماء اولئك الضباط قد تكون مفبركة للتقليل من معنويات افراد الجيش وهو اسلوب من اساليب الحرب النفسية للضرب في معنويات المقاتلين و النيل من ثقة الجنود في ضباطهم الميدانيين على وجه التحديد ولا نقول قياداتهم العليا البعيدة عنهم نوعا ما الا واحدا تعودنا على ظهوره الدائم بينهم ليرفع من روحهم المعنوية وهو الفريق اول ياسر العطا .
لا نريد بالطبع الانسياق وراء الشائعات وان كانت ظروف الحروب تحتمل كل توقعات تبدل النفوس و تبديل الجلود وتغيير المواقف ..فالجانب العرقي على سبيل المثال ليس ببعيد عن كل ذلك ..والا لما وجدنا اليوم كما اشيع من اخبار عن ان الدكتور حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية الاسبق والعنصر الاسلامي البارز والقيادي بالمؤتمر الوطني المحلول وابنائه كما قيل وقد اعلنوا وقوفهم إلى جانب حميدتي وقواته التي يجتهد الإسلاميون في سرهم و علنهم منادين بضرورة افنائها من الوجود وهم من سكتوا طويلا على كل مراحل تخلق حملها غير الشرعي في احشاء نظامهم الافل !
ولعله من الغرائب ان نجد شخصا مثل مدعي الصحافة الكوز المدعو ابراهيم بقال يتباهى اليوم بانه احد المقاتلين في صفوف الجنجويد وهو الذي ظل يدافع عن الانقاذ حتى سقوط اخر صفقة من شجرة زقومها السامة وظل يهاجم الثوار ويتلقى العلقات الساخنة التي حفرت ندوبا في وجهه و تعرضت سيارته غير مرة للتهشيم بحجارة الغضب من مواقفه الداعمة للفتك بالثوار وعرقلة مواكب الثورة !
فالحروب ..اقذر ما فيها انها تخرج رواسب النفوس و تعمي البصاير قبل الابصار والا لما اتخذ هؤلاء الجنجويد مثل هذه الطرق القبيحة في التعامل مع المواطنين الابرياء و انتهاك حرمات البيوت وهتك اعراض بنات الاسر المحصنات وتشريد العائلات التي ربما لم تخرج من ديارها منذ ان استظلت بها فصارت اليوم تنعى ذكرياتها التي تركتها فيها نهبا للغرباء المحتلين واللصوص الناهبين!
لسنا مع الانسياق وراء العواطف الآنية لتوزيع صكوك الخيانة جزافا لمجرد اختلاف الراي حول المناداة بوقف الحرب فليس كل من تفوه بذلك القول او كتب هو عميل او خائن ولا نحن مع درع قلادة شرف الوطنية حول عنق كل من نادى بالبل و الجغم بصوته او كتب بقلمه وهو بعيد عن لظى الحرب و طلقاتها الطائشة وويلات تشردها وتلقي الذلة من المستقوين استرجالا بالسلاح .
ولكن نقول للوطنية مقوماتها الاصيلة التي لا تتزحزح تبعا للتحولات السياسية العابرة التي تشبه سحابات الصيف الكاذبة ..
مثلما للخيانة والعمالة عناصر الانتفاع الظاهرة التي تحط من اخلاق من ينالها بيعا لمواقفه او توليا عن مناصرة وطنه في لحظات الحاجة الملحة ولكن شرط ان يكون ذلك بالادلة الثبوتية الدامغة وليس بغبن المزايدات السياسية القابلة لتبادل المواقع مع تطورات الاحداث ..وساعتها سيكون التساؤل الكبير هو …من يعدم من ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى