الأعمدة

الاطارياب..والجرى وراء السراب..وحصد الرهاب

كنت اتمني لو ان كل الذين يتسيدون المشهد الان،لو انهم كانوا-جادين- في تشكيل حكومه مدنيه في ديسمبر الماضي،الذي انتهت فيه المهله الاولي التي حددتها الاليه الثلاثيه ومن بعدها الرباعيه كاخر موعد لتكوين حكومه،قبل ان يتم تمديد الفتره الي نهاية مارس 2023 كاخر موعد لتشكيل حكومه تعدم تمدبد العقوبات،وهي فتره كافيه لتكوين حكومه لانتفاء اسباب تاخيرها المصطنعه،ولكن ذلك-اي-تكوين الحكومه لم يحدث،ويبدو لكل متابع صعوبه حدوثه ،ان لم يكن استحالة ذلك،وذلك لتوافق الجميع بعدم التوافق حول اي شئ فيه مصلحه للوطن،ووضع (توافق جميع القوى) كشرط لتكوين حكومه،ازاء هذا التماطل لم تالوا الدول الاعضاء بمجلس الامن في تجدبد العقوبات لينهد المعبد فوف رؤوس الجميع.
لو انه تم تكوين حكومه مدنيه قبل ثلاثه اشهر لكنا الان قد اكملنا معظم ان لم يكن كل هياكلها،حينما تم التمديد،راود الامل المكون العسكرى ومن بعده الفلول وكل من تضامن مع الانقلاب سواء ان بالمشاركه فيه او دعمه او التحالف معه،انه في خلال ثلاثه اشهر ،ربما تحدث معجزه تبقيهم علي كراسي الحكم وتصرف الشعب عن ثورته ،وهذا مالم ولن يحدث.
الان يقف الجميع في مفترق طرق،بعيده كل البعد عن محطة الوصول،بل ان خلال هذه الفتره،ظهرت المناكفات بين راسي الدوله،اي الجيش والدعم السريع،وتازم العلاقه بين الحركات والشرطه ويمثله حادث اقتحام قسم شرطه،واستمرار المظاهرات التي لم تتوقف اطلاقا ،في ظل حصار يهدد الوطن والمواطن،وغلاء وانعدام اساسيات الحياه ،ونفاد صبر المواطن.
الان كل الوطن وبمن فيه علي حافة الانهيار التام فب جميع مناحي الحياه،بعد ان سدت كل الابواب داخليا وخارجيا،ومع ظهور بوادر ازمه اقتصاديه عالميه دشتنها افلاس ثلاثه بنوك امريكيه ووقف تعامل بورصات عالميه عن التداول،مما نتج عنه خيبة امل كبيره لكثير من الكيانات هنا من احزاب وحركات وشخصيات كانت تحلم بتدفق اموال الداعمين الذين اصبحوا في امس الحوجه للدعم مما اسقط في يدهم.
الحديث عن تكوين حكومه مدنيه كامله في ظل هذه الظروف التي تحيط بالوطن ومواطنيه تجاذب قوي دوليه حول السودان،يجعل هذا الامر -اي- تشكيل حكومه مدنيه صعبا ان لم يكن مستحيلا.
سيضطر الناس هنا،في الالتفات لحل مشاكلهم بانفسهم بعيدا عن اي وعود بتقديم دعم خارجي وذلك لانشغال الجميع لمواجهة الازمه الاقتصاديه التي تتهدد العالم،الامب الذي سبفرض واقعا جديدا ومعادلات جديده واصطفافات وتحالفات جديده،ربما افضت لضياع السودان القديم،وظهور خريطه لمسخ مشوه لبلد كان اسمه السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى