
كمال كرار
أولئك الذين ظنوا أن الحرب اندلعت لأهداف وطنية، ولمصلحة الشعب، ولاستقرار الوطن الآن يشربون ماء البحر المالح وفيه متسع للجميع ..
الذين اتفقوا مع العسكر والمليشيا، على الانقلاب المشؤوم في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ وخانوا حكومة الفترة الانتقالية وهم كانوا جزءا منها الآن يبحثون عن منافع ومصالح لهم في بورتسودان ونيروبي .. يتسولون الوظائف ويمسحون الجوخ .. وقريبا يلعقون البوت .
ومن كانوا يغضبون لأجل الوطن ولرفاقهم الذين استشهدوا .. أصبحوا على الضفة الأخرى .. نسوا أو تناسوا ما حدث في تلك الليلة الماطرة يوم وقفة العيد أمام القيادة العامة بالخرطوم .. تخون القيادات ولكن الشوارع لا تخون .. هكذا تمضي الأمور .
والذين اعتقدوا بأن الجنجويد سيستعيدون لهم مجدا زائفا .. وارتضوا أن يكونوا في جوقة القتلة وكمريرات لمصاصي الدماء .. لقاء نثريات وتذاكر سفر .. اكتشفوا أخيرا أنهم كانوا ديكور على خشبة المسرح .. الذي غادره الممثلون والمخرج والمنتج والجمهور .
والذين ملأوا الدنيا ضجيجا بالهتاف ( بل بس ) وفي الجانب الآخر صرخوا ( جغم بس ) الآن أكلوا النيم إلا واحدا فقط توهط في كرسي الوزارة .. في البرهة القليلة كما غني أبو داؤود ذات يوم .
الآن كلهم يكتشفون الهدف الرئيسي من الحرب التي اشتعلت فقتلت ودمرت واحرقت .. وشردت ..
البقاء في السلطة والافلات من العقاب،واجهاض ثورة ديسمبر .. لهذا الهدف اندلعت الحرب، ومن قبلها حدث الانقلاب، ومن قبله حدثت مجزرة القيادة، وما بين هذه الجرائم قتل المئات من الثوار بالرصاص في المواكب السلمية، وترصدوهم في المتاريس .. ثم خطفوا ود عكر وقتلوه، ثم رموا المئات في النيل وهم جرحى وأحياء، ثم اغتصبوا الثائرات بالقوة في دار اتحاد المصارف..
ولهذا الهدف الملعون استبيحت المدن، وقتل الآلاف، وصنعت المزيد من المليشيات، ولا يزال القتل مستمرا .
وحالما يتوهط الفرعون في كرسيه، سيقول للداقسون والداقسات سعيكم مشكور إذهبوا للصراف وخذوا ثمن بيع الوطن وادوني عرض اكتافكم .
وأما بعد : لم ولن تنكس رايات الثورة، فهي عصية على التركيع .. ولن يتسلط أي ( فرعون ) على بلادنا .. إنتهى عهد الحكم العسكري ومافي مليشيا بتحكم دولة .
ينتصر الشعب لأنه يثور من أجل الوطن والمبادئ، وسينهزم الأعداء الباحثون عن المغانم .
وأي كوز مالو ؟