
عقب تحرير سلاح الإشارة وفك الحصار عن القيادة العامة بعد 21 شهراً من الحصار الذى فرضته ميليشيا الدعم السريع، انهارت منظومة الميليشيا وبدأت فى الهروب من جميع المواقع فى الخرطوم وشرق النيل، كما تتساقط الأوراق فى فصل الشتاء. وبهذا، دخلت الحرب مراحلها الحاسمة لاستئصال سرطان الميليشيا والعنصرية القذرة والبغيضة والكراهية التى انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعى من خلال فيديوهات مشوهة وبأساليب لا تعكس أصالة الشعب السودانى الطيب المتعايش منذ العصور الماضية، قبل أن يظهر هؤلاء الأشخاص على الساحة.
دون شك، المرحلة المقبلة تتطلب الحذر واليقظة لإعادة بناء الوطن من جديد، على أساس اللحمة الوطنية، وتجاوز المرارات والضغائن، حيث وضعت التجربة المريرة الوطن على محك، وكان قاب قوسين أو أدنى من الانهيار والتشظى، لولا صمود وشجاعة وبسالة القوات المسلحة السودانية والقوات المساندة التى حافظت على وحدة الوطن من الضياع على الخارطة العالمية.
فى المقابل، على وزارة الداخلية أن تعير اهتمامًا خاصًا بمراجعة قضايا الجنسية والأرقام الوطنية التى منحت للمرتزقة فى سنوات الغفلة، والتى تكبَّدت البلاد خلالها دمارًا هائلًا وأعادته سنوات ضوئية إلى الوراء. ومع ذلك، يبقى البناء والتعمير ممكنًا. كما أن ملف الأجانب يعد من أهم القضايا فى المرحلة المقبلة، ويتوجب التعامل معه بمنظور جديد وقوانين صارمة حتى لا تتكرر المأساة مرة أخرى.