نجحت دبلوماسية “مليشيا ” وسقوط دبلوماسية “دولة” …!
.. وزارة الخارجية في كل بقاع العالم هي الواجهة الحقيقة لعكس الصورة الباهية للدول وجسر بناء وتوطيد العلاقات بين الدول والشعوب والالتحاق بالسلك الدبلوماسي يتم وفق معايير عالية الدقة من حيث الكفاءة العلمية والمهارات الأخرى لذلك تجد الدبلوماسيين مثال يحتذى به , السودان له باع كبير وقدم نماذج يحتذي بها في السلك الدبلوماسي من حيث الأداء والسلوك والهندمة وقد عكسوا مدى عراقة وأصالة وثقافةالسودان للخارج , مقدمة أردنا منها المقارنة منذ دبلوماسية الرعيل الأول لتاريخ الدبلوماسية بقيادة د. إبراهيم أنيس , بابكر الديب , خليفة عباس العبيد, عوض ساتي , محمد حمد النيل وامتدادا للأجيال المتعاقبة وأزدهرت الدبلوماسية في عهد مايو أيام الوزير الدكتور منصور خالد رحمه الله ,ساقنا لذلك الحال المذري الذي وصلت إليه وزارة الخارجية في عهد الأنقاذ حيث جردت من صلاحيتها وكل توصياتها تحولت إلى سلة المهلات وشردت أفضل الكفاءات المهنية بحجة التمكبن ومن ليس معي فهو ضدي وانهارت وزارة الخارجية وأصبحت التعينات وفق الانتماء الحزبي فكانت الحصيلة قررات متخبطة وتدخلات الحزب والرئاسة في أدق التفاصيل والمحصلة فقد السودان البوصلة وتوترت علاقاته في المحيطين العربي والإقليمي حتى وصل السودان مرحلة العزل الدولي ودخول قائمة الإرهاب .
.. أصدرت وزارة الخارجية عبر وزيرها المكلف علي الصادق الخميس قرارا باستدعاء سفير السودان في نيروبي احتجاجا لاستقبال كينيا لقائد الدعم السريع محمد دقلو ” حميدتي ” بالبساط الأحمر في حين تغاضت عن الطرف عن استقبال يوغندا وإثيوبيا و جيبوتي ولم تمضي أربعا وعشرين ساعة إذ برئيس جنوب أفريقيا يستقبل حميدتي في قصره الرئاسي استقبال الرؤوساء والملوك وهذا يؤكد نجاح دبلوماسية ومستشاري حميدتي ومواصلة الفشل الذريع للخارجية حيث باتت من أسباب تدهور علاقات السودان مع الدول والموقف الأخير في قمة إيغاد كفيلا بتسريح كل العاملين بها والإبقاء فقط على غفير الوزارة لحراسة اليافطة حيث يكتب فيها ” وزارة الخارجية سابقا “.
.. من أسباب فشل الأنقاذ منح بعض المناصب الحساسة لأشخاص غير مؤهلين مماسبب كوارث على حزب المؤتمر الوطني والبلاد .
.. وليس ببعيد واقعة إبراهيم غندور عندما علم بخبر قطع العلاقات مع إيران عبر أجهزة الإعلام أيام الفريق طة عثمان وبعدها حرد غندور وودع الوزارة غاضبا دون عودة وغيرها من القرارات الخاطئة .
.. نجحت دبلوماسية الدعم السريع وحميدتي في غضون أيام في قلب الطاولة على دبلوماسية البرهان والصادق لأن الأخيرين انساقوا وراء دبلوماسية العنترية والسب والشتم وطرد الدبلوماسين وتوزيع الاتهامات جزافا دون اتباع الطرق والقنوات الدبلوماسية المعروفة في هذه الحالات .
.. استمرار دبلوماسية” صرف البركاوي ” وراء طرد الدبلوماسين مع دولتي تشاد والإمارات وارتداء ثوب العداء على كينيا واتهام أبي أحمد كلها تصرفات لاتليق بالعلاقات الدولية مهما كانت المسببات فهناك أساليب متبعه يمكن أن تحفظ للسودان حقوقه وكرامته .
.. بعد كينيا هل سيستدعي الصادق سفير السودان في جنوب أفريقيا أم سيغض الطرف عنه .
.. نقطة سطر جديد : نجحت دبلوماسية “مليشيا ” وسقوط دبلوماسية “دولة” …!
