رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

اغتيال غسان كمن قتل الناس جميعاً ولا collateral damages ؟ – د. محمد حمد النيل رئيس تيار المستقبل

الأستاذ الصحفي أحمد الأمين، كسائر المواطنين، احتفل قبل يوم بدخول الجيش لمنطقة سكنه واقامة أسرته بديوم – بحري، بعد ما قاسته المنطقة من جرائم الدعـــ… ـم السـريـ..ـع وفظائع انتهاكاته .. آملاً بحياة أفضل، الى ان صُدم اليوم بعملية إغتيال ابنه غسان أحمد الأمين، من قبل الجيش بطلقة في الرأس، وقد تم دفنه على عجل دون اخطار عائلته بأي معلومات، وذلك وفقا لشهود عيان .
طبعاً سيجد المصفقون والمطبلون آلاف التبريرات لهذه الجريمه الشنيعة، بقولهم انها تفلتات، او احداث عرضية، او حتى بلغة الأمريكان collateral damages (أضرار جانبية).
منطق الأضرار الجانبية هو منطق جهاز الدولة، ومنطق السيولة الأخلاقية، ومقايضة كمية بلغة السوق الرأسمالية، وليس منطق الانسان، وهي مقايضة رخيصة يقدمها هذا الجهاز الدموي المجرم، لبِساط العقول، ويقول في متنها: سيقت.. ـــل الدعـــ.. ـم السـريـ ـع منكم ١٠، بينما انا أقــتـ ـل ١ بين الحين والآخر، احسبوها بالأرقام تجدونني أفضل لكم، وهكذا تتحول الجريمة الى مسألة كمية، “هيا أيها الناس صفقوا لي وهللوا باسمي، وادخلوا في حالة غوغائية تقيني من المحاسبة وحتى التشكيك في نزاهتي وصدقي، وان كان لابد من تشكيك، لما لا ؟ ولكن ليس الآن فهناك أولويات، هذا ليس وقت الأسئلة الأخلاقية، إنها الحرب، ولو تطلب الأمر هناك لجان تحقيق في الدرج .. جاهزه لاخراس الضمائر” .
منطق الانسان هو قول الله في محكم تنزيله (من قتل نفساً كمن قتل الناس جميعاً)، فجريمة القتل لا تُقاس بالكم، لأن النفس الواحده في سياق عائلة أو بيتٍ ما .. هي الدنيا، وتحوي فيها كل تفاصيل الحياة بين الماضي والمستقبل، وهذا ما لا تشمله مقايضة جهاز الدولة للمقهورين، فالقمهورون في منطقها يخضعون لابتزاز : نحن نقتل واحد مقابل هم يقتلون عشرة. والحقيقة هي أن الموت لا يقاس بالكم، وان هناك خيار آخر غير (المُر والأمر)، وهو خيار رفض الجريمة والاستغلال ورفض موقع القهر، ولكن هيستيريا الحرب والتشبث بغريزة البقاء وجعلها المحرك الوحيد لانتاج الافكار والمواقف دون التوق الى التحرر الحقيقي هي الحاجب عن هذا الإدراك .
أنا لا أزايد من موقعٍ متعالٍ ومجرد، على من يريد حماية نفسه من الشرور، فأنا نفسي أمارس هذا الحق المقدس ولكني أفعله داخل إطار قيمي مكفول بحريتي.. وعلى كيفي ..
فأنا لم انتخب أحداً ..
وما بيعت بعد محمدٍ رجلاً ..
ولا صفقت للزيف ..
فهل أهرول بين (تحقيقين) أصمت عن خراب الدار ؟!
أنا والله ضد نخاسة الأحرار باسم الدين …
ضد الضد والضدين …
ضد جهاز خوف الأمن …
ضد الأمن بالخوف …
رحم الله الشهيد غسان أحمد الأمين، وكل شهداء هذه الحرب اللعينة .

زر الذهاب إلى الأعلى