أكدت مشروعية الحكومة،، ووضعت تحالف نيروبي في ” مهب الريح”

رسائل مهمة وضعها البرهان في بريد المجتمع الدولي والإقليمي..

تقدم الجيش على الأرض، قلب الكثير من الموازين الدولية..

مساعٍ إقليمية ودولية للتقارب والتعرف على حقيقة الأوضاع في السودان..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

شهد بلاط مجلس السيادة بالعاصمة الإدارية المؤقتة في مدينة بورتسودان، خطى متسارعة من محاور إقليمية ودولية حرصت على مقابلة رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وتكتسب اللقاءات التي أجراها رئيس مجلس السيادة خلال الثماني والأربعين ساعةً الماضية أهميتها من أهمية التطورات الماشية على الأرض على الصعيد الميداني الذي يكتنفه تقدمٌ ملموسٌ للقوات المسلحة والقوات المساندة لها في مختلف جبهات ومحاور العمليات القتالية.

اهتمام منطقي:
الاهتمام الدولي والإقليمي الذي يلقاه السودان، يعزز من اعتراف هذه الجهات بمشروعية الحكومة القائمة وسيادة مؤسساتها، ويُخرج في المقابل لسانه لتجمع نيروبي، قبل أن يهزم كل المقامرات التي يعتزم هذا التجمع المتهالك تنفيذها بإعلان ما يسمى بالحكومة الموازية والتي بدأت تذروها الرياح في ظل حركة الرفض الواسعة لها من قبل المجتمع الدولي والإقليمي الذي استشعر هيبة السلطة القائمة التي يسندها اصطفاف شعبي وجماهيري غير مسبوق، ساهم بقدر متعاظم في عملية التحشيد والدفع المعنوي للقوات المسلحة والقوات المساندة لها، مما حفزها لتحقيق انتصارات ساحقة ومتلاحقة على ميليشيا الدعم السريع المتمردة.

رسائل مهمة:
لقاءات رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان مع المبعوثين الدوليين والإقليمين تناولت بالبحث والنقاش تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في السودان، وحرص البرهان على وضع رسائل مهمة في بريد هؤلاء المبعوثين على شاكلة ما حدث خلال لقائه المبعوث الخاص للمملكة المتحدة للسودان ريتشارد كراودر، حيث دعا البرهان بريطانيا إلى تصويب مواقفها ارتكازاً على الروابط التاريخية التي تربطها بالسودان، فقد ظل الموقف البريطاني منذ اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل 2023م، متماهياً مع ميليشيا الدعم السريع وجناحها السياسي المتمثل في القحاتة، وشدد رئيس مجلس السيادة على ضرورة أن ينظر المجتمع الدولي لمعاناة الشعب السوداني جراء الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع الإرهابية وداعميها، خاصة ما يجري من انتهاكات يتعرض لها المواطنون الأبرياء والعزل في الفاشر ومعسكرات النازحين أكثر من حاجته لعقد مؤتمرات هنا وهناك، منوهاً إلى حملة الاستهداف التي تتعرض لها المنشآت المدنية والخدمية ومشروعات البنى التحتية من قبل الميليشيا المتمردة.

البرهان وسيلڤان:
ولم يكد المبعوث البريطاني الخاص يغادر مقر رئيس مجلس السيادة، حتى دلف المبعوث السويسري الخاص للسودان سيلڤان استييه الذي تطرق خلال لقائه مع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى تداعيات حرب الخامس عشر من أبريل 2023م خاصة في الجوانب الإنسانية وتأثيراتها المباشرة على المواطنين في الخرطوم والفاشر، حيث أكد المسؤول السويسري أن بلاده تدعم المساعدات الإنسانية بميزانية وصلت إلى 130 مليون دولار فضلاً عن دعمها للتحول والانتقال الديمقراطي واستعدادها لدعم وإسناد رغبة السودانيين في استكمال مسيرة التحول الديمقراطي، داعياً إلى ضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني دون شروط وقال أن حل الأزمة السودانية الراهنة يكمن في الحوار.

حضور مالي خاص:
ولم تتخلف القارة السمراء عن خضم الحراك الدولي والإقليمي تجاه السودان، فقد بحث رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان مع رئيس جهاز المخابرات العامة المالي موديبو كوني، العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها، متسلماً رسالة شفهية من نظيره المالي الرئيس اسيمي غويتا تتعلق بترقية التعاون المشترك في مختلف المجالات بما يخدم شعبي البلدين، وأكد البرهان على أهمية العلاقات السودانية المالية وضرورة تعزيزها وتمتينها بما يعزز من المصالح المشتركة بين الخرطوم وباماكو، وكانت مالي من الدول التي تدفق منها مرتزقة خاضوا غمار الحرب لصالح ميليشيا الدعم السريع المتمردة، وقد ساهمت الزيارة التي قام بها رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان في يناير الماضي 2025م إلى باماكو في تحييد المرتزقة الماليين بعد أن التزم الرئيس المالي بدعم السودان في مواجهة ما يتعرض له من استهداف ضد أمنه واستقراره.

دور مصري رائد:
وكان الحراك الدولي والإقليمي المكثف تجاه السودان خلال الساعات الماضية ابتدره رئيس المخابرات العامة المصرية الوزير حسن محمود رشاد الذي التقى رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، وبحث اللقاء تطورات الأوضاع الأمنية ومسار حرب الكرامة والانتصارات التي ظلت تحققها القوات المسلحة والقوات المساندة لها على الأرض، وامتدح البرهان دور مصر الرائد في دعم ومساندة أشقائها في السودان في إطار العلاقات الثنائية التاريخية والأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، مؤكداً على أهمية العلاقات السودانية المصرية وضرورة تعزيزها وتمتينها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، ونقل رئيس المخابرات المصرية رسالة شفهية لرئيس مجلس السيادة الانتقالي من نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، تتعلق بالعلاقات الثنائية، وسبل دعمها وتطويرها وترقية التعاون المشترك بين البلدين في المجالات كافة.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد كانت الثماني والأربعين ساعةً الماضية مكتنزة بتواصل كثيف من قبل المجتمع الدولي والإقليمي تجاه السودان رغبةً في فتح قنوات للتقارب والتعرف على حقيقة الأوضاع في السودان، والرؤى التي تحملها القيادة السودانية للكثير من القضايا المُعلنة والمسكوت عنها في مرحلة ما بعد حرب الكرامة التي تشارف على الانتهاء في ظل امتلاك القوات المسلحة لزمام المبادرة بعد أن فرضت سيطرتها الميدانية في مختلف محاور وجبهات القتال، وحسناً فعل البرهان بإعمال الوضوح والشفافية في طرح القضايا وإرسال الرسائل للجهات المعنية، ومن سار على الدرب وصل.