رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

هذه الحرب التي اعادتني إلى ذاتي : الحلقة العاشرة .. إنقطاع الاتصالات ..واثره على مواطني المناطق المحاصرة.

مع تعاقب الأيام اصبحت عناصر الدعم السريع في منطقة وسط الجزيرة تتحكم في كثير من مصالح المواطنين وتحرك عجلة التجارة في فورة دائبة لبيع المحاصيل التي تستولي عليها تارة عنوة وتبتاعها تارة من اصحاب الحوجة الملحة بأثمان لا تناسب أهميتها ثم تعود بالبضائع من الأسواق المعروفة في منطقة شرق النيل الازرق كاسواق رفاعة وتمبول وفي الجانب الغربي في المحيريبا وابوعشر ..وتتحكم تلك العناصر في دورة نقل البضائع الخاصة بتجار القرى المختلفة وكانت اسعار السلع الأساسية في تصاعد ملحوظ و يتوالى اختفاؤها من محلات البيع كلما ضاقت الحركة من والى تلك الأسواق نتيجة تعرض تلك البضائع لإنتهاكات قطاع الطرق أو استحالة بلوغ تلك الجهات التي بدأت فيها طلائع القوات المسلحة في بسط تواجدها خاصة مناطق غرب الجزيرة و التي تسندها كتائب المستنفرين .
وكان لانقطاع اتصالات الشركات العاملة في هذا المجال أثره السلبي في تواصل المواطنين البينية في مختلف قراهم إضافة إلى استحالة وصول تحويلات المغتربين التي كانت تمثل الانفراجة الأساسية لكثير من الأسر في مناطق سيطرة الدعم السريع التي التقطت قفاز تلك المعضلة و أدخلت طريقة الاتصال عبر نظام..
( الاستار لينك)
واحتكرته بصورة حصرية في جل مناطق تواجدها وفرضت رسوما معينة مقابل استفادة المواطنين من ذلك النظام مما مكنها من التحكم في تدوير السيولة النقدية التي بدأت تشح في ايادي الناس وتصاعدت عملية البيع والشراء عن طريق بنكك والذي عاد على جماعة الدعم السريع بفوائد جمة ..حيث باتوا يتعاملون مع الطالبين للسيولة النقدية بحيث يقبلون منهم التحويل من نظام بنكك ولكن مقابل نسبة ارباح قد تصل في كثير من الحالات الضاغطة متفاوتة مابين العشرين في المائة في أدنى حالاتها وصولا إلى الخمسين بالمائة للمضطرين .
ولعل قرار قطع الاتصالات الرسمية بدلا من أن يعود للصالح العام أمنيا كما يبدو في القصد منه ..فقد أصبح يصب بكلياته في صالح قوات الدعم السريع التي كنست جل السيولة الموجودة في جيوب المواطن على قلتها وبالتالي أدت إلى انحسار توفر البضائع الحيوية في محلات التجزئة وارتفاع أسعار الموجود من تلك البضايع بصورة خرافية ..كالسكر و البن والبصل والفحم والمبيدات الزراعية والبذور وبالتالي انعدام غاز الطبخ الذي اختفى تماما بعد ان بلغ سعر الجرة ما يزيد عن الستين الف جنيه ..وهو ضرر دفع ثمنه مواطنو تلك المناطق المحاصرة بسطوة سلاح الدعم السريع وزاد من طينه بللا اتخاذ الحكومة المركزية وسلطات البنك المركزي لقرار استبدال العملة الذي استثنيت منه المناطق خارج سلطة الدولة ..وهو ماجعل الدعم السريع يعمد إلى التحكم أكثر في السيولة ويضيق الخناق أكثر على مقدرات المواطن الشرائية .
وكانت ثالثة الاثافي التي زادت من اشتعال لهيب أزمات مناطق وسط الجزيرة المحتلة والتي تكالبت أكثر بعد أن توقفت اسواق تمبول ورفاعة نتيجة هجر مواطني تلك المدن والقرى المحيطة لها عقب اجتياحها من قبل الدعم السريع انتقاما كما يبدو من تصدي قوات القائد كيكل لها في تلك الانحاء في محاولة دحرها .
وهو ما خلق ذريعة مواتية للدعم السريع بأن يكثف من حملات نهب تلك النواحي و الاستيلاء على إعداد مهولة من المواشي والسيارات والبضائع التي حاول عرضها على التجار و المستهلكين في منطقة غرب النيل الازرق بعد ترحيلها إلى هناك ولكن عفة أغلبية اهل تلك المنطقة ابت عليهم النزول إلى ذلك الدرك من الإنحطاط الأخلاقي ورفضوا رفضا باتا التعاطي مع ذلك الأمر المنبوذ .
ولكن بالطبع لا يخلو أي مجتمع من بعض ضعاف النفوس الذين استأثروا بتلك الفرص الحرام مستغلين تدني أسعار المعروض أو قل المسروق اصلا منها والذي تنوع ما بين السلع الاستهلاكية والحبوب.. وخاصة اللحوم التي تراجعت اسعارها إلى ما يغري رغبات تلك النفوس الإمارة بالسوء !

يتبع..

زر الذهاب إلى الأعلى