سوف ينضج الوعي المغاير ولو بعد حين

رشا عوض
مثلما سمحتم لقوات الدعم السريع بالانسحاب من الخرطوم بعددها وعتادها غربا، اما تمهيدا لتقسيم البلاد واما تخطيطا لان تذهب الى دارفور وتدور طاحونة القتال بينها وبين القوات المشتركة وبهذا تضربون عصفورين بحجر وتحترق دارفور مجددا بقتال العرب والزرقة ، من باب اولى ان تسمحوا للمواطنين الابرياء في طرة والكومة ونيالا وغرب كردفان بالنجاة من طيرانكم وبراميلكم المتفجرة! فهؤلاء لم يقاتلوكم ولا يعلمون شيئا عن حربكم القذرة هذه! لماذا تقصفونهم بالطيران؟
هل انتم وابنكم البار الذي تحول الى عاق قبل اقل من عامين تنفذون مخططا غير مرئي للسودانيين، خلاصته تعميق الانقسام العرقي والقبلي في البلاد؟
الجيش ومن ورائه الكيزان يقصف المدنيين بالطيران ويقنن الاستهداف العرقي على اساس ” قانون الوجوه الغريبة” لما يسمى حواضن الد.عم السريع، والد.عم السريع يرتكب مجازر وانتهاكات ويقصف بالمدفعية والمسيرات مايسمى حواضن الجيش، وابواق الحرب في الطرفين تؤجج الفتنة، وكل ذلك بهدف الوصول الى تقسيم البلاد في خاتمة المطاف عندما ييأس الجميع من امكانية العيش المشترك بسلام؟
هل هناك جهة واحدة هي التي تمسك الريموت كنترول الذي يحرككم جميعا ( على المستوى القيادي) رغم انف المفاصلات الدموية والكلامية الحادة التي تطفو على السطح ويصدقها حطب نار الحرب من المغفلين في جميع الاطراف؟
الحمد لله الذي هدانا لاعتزال فتنة هذه الحرب منذ يومها الاول، وجعلنا نكدح في سبيل بناء “السردية الثالثة” ، سردية السلام والعدالة والحرية كطريق للمستقبل المزدهر ، سردية الصدق والامانة في تعريف الحرب وتتبع جذورها واسبابها العميقة بموضوعية في مقابل ” سردية الاحتيال والتدليس الفاجر” التي تريد اختزال الكارثة كلها في ان هناك كائنات اسطورية هبطت على ارض السودان بدون مقدمات اسمها الجنجويد فتصدت لها ملائكة الرحمة ممثلة في الجيش ومليشيات الكيزان! وهدف هذه السردية المضللة هو غسيل صناع الجنجوويد وحلفائهم حتى الامس القريب وتتويجهم ابطالا وحكاما دائمين رغم ان الرحم التي انجب هؤلاء الجنجوويد انجبت بدائلهم خلال هذه الحرب وما زالت حبلى بالمزيد!
رغم غزارة الدم المسفوك ورغم الدمار والخسائر الفادحة والجراحات الغائرة، سوف ينضج على نار هذه الحرب الوعي الجديد المؤهل لبناء الغد المغاير، ان الد اعداء طواغيت الاستبداد والفساد الذين يزحفون لالتهام السلطة عبر طريق عبدوه بالدماء والاشلاء والكراهية هم من يكشفون الحقائق المخفية مع سبق الاصرار والترصد! من يضيؤون الزوايا المعتمة بفعل فاعل! من يوقظون التفكير النقدي ويحفزون الناس على السؤال والمساءلة ، من يحررون العقول من وضعية القطيع المطلوب استدامتها لتمد الطواغيت رجليها مسترخية على بساط الجهل والغوغائية وموت البصائر والضمائر .
طوبى لكل من لم يرهبه الابتزاز والتخوين وفيالق الحمقى ولم يؤثر السلامة بمجاراة القطيع.
طوبى لكل من ظل واثقا في قدرة الشعب السوداني على تغيير ما بنفسه ثم تغيير واقعه المأزوم والتحرر من ” عقلية القطيع” وهي حالة مؤقتة وزائلة وكل مجتمع حي حتما سينتج مضاداتها على طريقته، لن يتم ذلك بين عشية وضحاها ولكنه حتما سيتم
هذه الحرب القذرة مجرد صراع مسلح على السلطة ، كل اطرافه معادية للديمقراطية، هي جريمة بشعة ضد الشعب السوداني، اكبر مجرم فيها الكيزان ونظامهم الفاسد.
#مجزرة_طرة
#انسحاب_الدعm_السريع_من_الخرطوم
#رشا_عوض