
⚽️ ضربة حرة مباشرة
بقلم /معاوية أبوالريش
في مشهد يحمل ذكريات التاريخ وطموحات الحاضر، يستعد الهلال السوداني لمواجهة فاصلة أمام الأهلي المصري في إياب ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، على أرض العاصمة الموريتانية نواكشوط، في ملعب “شيخا ولد بيديا” الذي سيكون مسرحاً لملحمة كروية تعيد للأذهان صفحات لا تُنسى من تاريخ المواجهات بين العملاقين.
” ذكريات 2007… هل تتكرر الملحمة؟”
تعود بنا عقارب الساعة إلى عام 2007م، حين التقى الفريقان في دور المجموعات من دوري أبطال أفريقيا. انتهت مباراة الذهاب بالقاهرة بفوز الأهلي بهدفين نظيفين، لكن ما حدث في مباراة الإياب كان درساً في قوة الإرادة والعزيمة. فعلى أرضه وبين جماهيره، قلب الهلال الطاولة محققاً فوزاً تاريخياً بثلاثية نظيفة في ملعبه الذي عُرف بـ”المقبرة”.
تلك الثلاثية التي سجلها الموزمبيقي داريو كان من ضربة رأسية، والمدفعجي كرنقو، والنسر النيجيري قودين، ما زالت محفورة في ذاكرة الجماهير الهلالية، رغم مرور السنوات.
“جيلان من الذهب”
كان الأهلي المصري آنذاك يمتلك جيلاً ذهبياً بقيادة المدرب البرتغالي مانويل جوزيه، وبتشكيلة ضمت أسماء لامعة مثل عصام الحضري، وائل جمعة، محمد أبوتريكة، عماد متعب، الأنغوليان جلبرتو وفلافيو، عماد النحاس، شادي محمد، أسامة حسني، محمد بركات، وإسلام الشاطر.
وكانت أبرز الأسماء الهلالية في تلك المباراة هيثم مصطفى و النيجيريين كلتشي وقودين ويوسف محمد والمعز محجوب وعلاء الدين يوسف وعمر بخيت وعلا الدين جبريل وبقية العقد
واليوم، يقود الهلال السوداني جيل جديد تحت قيادة المدرب الكنغولي فلوران إبينجي، جيل لا يقل طموحاً وموهبة عن سابقه، يتطلع إلى كتابة فصل جديد من تاريخ النادي الأزرق على الساحة الأفريقية.
” درس الذهاب… وأمل الإياب”
رغم خسارة مباراة الذهاب، أظهر الهلال السوداني قدرات كبيرة على أرض ملعب القاهرة الدولي. و كان بإمكان “المارد الأزرق” الخروج بنتيجة إيجابية لولا إضاعة الفرص السانحة للتسجيل، وبعض القرارات التحكيمية المثيرة للجدل التي أغفلت خشونة لاعبي الأهلي، والتي كان يستحق بعضها الطرد المباشر.
ترى الجماهير الهلالية في هذه المباراة فرصة لتصحيح المسار وتكرار إنجاز 2007م، خاصة وأن الأهلي المصري يبدو في حالة غير مثالية، مقارنة بالمستويات التي عُرف بها.
” طموح أكبر من المواجهة”
تتجاوز أهمية هذه المباراة حدود التأهل لنصف النهائي. فالهلال السوداني يحلم بضمان تمثيل السودان لأول مرة في بطولة كأس العالم للأندية في نسختها القادمة، وهو إنجاز تاريخي سيضاف إلى سجل الكرة السودانية.
“سلاح العزيمة والإيمان”
العزيمة والإصرار وقوة الإرادة هي أسلحة الهلال في هذه المواجهة المرتقبة. على لاعبي “زعيم السودان ” أن يؤمنوا بحظوظهم وقدراتهم، وأن يدخلوا المباراة بثقة الكبار.
تنتظر الجماهير الهلالية هذه المباراة بشغف كبير وتفاؤل واضح، مؤمنة بقدرة أبطالها على تحقيق الإنجاز وإسعاد ملايين المشجعين في السودان والوطن العربي.
وبينما تتجه الأنظار إلى نواكشوط، يبقى السؤال: هل يعيد التاريخ نفسه؟ هل يتمكن الهلال من إقصاء “المارد الأحمر” كما فعل قبل سنوات في ٢٠٠٤م ؟
المشهد مهيأ، والطموح كبير، والثقة موجودة… وكما يقال: “وما النصر إلا من عند الله”.