
كتب .. كمال محمد الأمين المحامي
عجيب أمر هذا السودان … تجلس أمام شاشة التلفاز لتشاهد حوارا ، فإذا بك تشاهد مسرحية متقنة الإخراج ، يتقن فيها أحد الطرفين دور الضحية المظلومة ، والآخر يكشف الستار عن حقائق ظلت خلف ستائر سميكة من الأكاذيب والتضليل ..
قبل يومين شاهدت لقاء علي قناة الجزيرة .. يجمع بين ” ولدنا شريف محمد عثمان ” والصحفي مزمل أبو القاسم .. كنت أظن أنني سأشاهد مباراة متكافئة ، لكنني وجدت نفسي أمام مباراة بين من يملك قوة الحجة والمنطق وسلاح الحقيقة ومن يحمل درع التضليل !
يقول الفيلسوف الألماني نيتشه : ( ليست المشكلة في أن تكذب علي الناس ، ولكن المشكلة أن يصدقك الناس ! وهذا بالضبط ماحاول أن يفعله مزمل أبو القاسم .. لكن شريف وكالعهد به يتفوق علي كل من يقابله كأنه ميسي .. وأحيانا يعطيني أحساسا كأنه يلتهم دجاجة قبل اللقاء ثم يحلي بضيفه ..لقد شطب من قائمة الفلول العشرات الذين صرعهم وأغفل محطات تلفزيون .. ونصيحتي للفلولي عندما يطلبوا منه لقاء مع شريف أن يعتذر حفاظا علي كرامته ..
عندما انتهي اللقاء تذكرت قصة طريفة حدثت في مصر القديمة … حين كان أحد الكهنة يدعي معرفة الغيب ، ويزعم أنه يتواصل مع إلآلهة . ظل الناس يصدقونه لسنوات حتي جاء شاب بسيط وكشف للناس زيف هذا الكاهن أمام الجميع .. فبكي الكاهن وقال : ( لماذا حرمتني من رزقي ؟ فأجابه الشاب ” لماذا حرمت الناس من عقولهم “؟
هذا بالضبط مافعله ولدنا شريف بمزمل أبو القاسم صاحب القضايا الرياضية الفشنك والمنخرط في الدعايه الكذوبه التي صاحبت هذه الحرب العبثية ..
في هذا اللقاء حاول هذا الصحفي أن ينسج غيوما كثيفه من الروايات والشعارات التي صاحبت الحرب .. لكن شريف كالعهد به كان شمسا ساطعه تبدد كل أكاذيب الفلول وضلالهم .
وفي هذا يقول توفيق الحكيم : ( الحقيقة كالشمس قد تحجبها الغيوم لكنها لا تموت !).
هؤلاء ظلوا منذ ان بدأت هذه الحرب التي أهلكت الحرث والنسل ينسجون في روايات ضلاليه حول القوي المدنيه التي تسعي وحيدة للمطالبه بحمايه المدنين ووقف الحرب ولكن ظل إعلام الفلول يدفع بإشعال الحرب .. وكما قال شريف ان كل من ساهم ولو بالتأييد أو التشجيع لهذه الحرب سيتحمل وزر الضحايا الذين سقطوا ..
والله الآن عدد كبير من المغيبين بدأ يدرك الحقائق .. والشعب السوداني يمكن أن تخدعه لبعض الوقت ولكن ليس لكل الوقت والآن أعداد كبيرة بدوأ يميزون بين الحقيقة والزيف ..
أما شريف محمد عثمان وكل الشرفاء من المدنيين الذين رفضوا هذه الحرب فهم يملكون الصدق وفي الغالب تأتي كلماتهم أقوي من الرصاص ، الحقيقة لا محالة ستنتصر علي الزيف مهما بلغ زبده وقوته ومهما تعددت وسائله .
الي متي يستمر هذا المشهد الهزلي الذي تسوقه الغرف الكيزانيه للبسطاء من السودانيين
ختاما :
في السودان الحقيقه لا تضيع .. بل تنام قليلا ثم تستيقظ أقوي مما كانت !
هذه هي بداية النهاية للزيف والخداع
تحياتي