رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

هل تلاحظون؟ الدنيا صارت مقلوبة، والزمان يتغير بسرعة، والمشهد يحتله آخرون. عن الإعلام أتحدث،

الصورة
عبدالباسط شاطرابي
هل تلاحظون؟
الدنيا صارت مقلوبة، والزمان يتغير بسرعة، والمشهد يحتله آخرون.
عن الإعلام أتحدث، فالصواعق تضرب فيه بقوة، والجميع يتزاحمون على منصاته، وعامل الهرج والمرج يسود باختلاط الحابل والنابل.
كل هذا يجري، وأهل الإعلام المهني الملتزم بالمواثيق المرعية يضعون أيديهم على خدودهم.. ويتفرجون!
أتجول في المنصات لأجل المتابعة. آلاف المنشورات والتعقيبات مليئة بكل ما يهزم الأدب. وآلاف (اللايفات) التي تضع بعض السمن ثم ترش عليه مرق الزرنيخ هنيئا للآكلين!
ماتت المفردة التي تحترم مشاعر الناس، وتعالج قضاياهم بلا إسفاف، وتنتقد الأفكار دون إساءة لأصحابها.
أصوات تشحن القلوب والعقول بالغمز واللمز، وتزدحم بإشارات صريحة ونابشة في أخص الخصوصيات ولا رادع.
تخوين وإساءات واجتزاء لمقاطع الفيديو وتحوير للكلام، ثم بث للأكاذيب والإشاعات، ودخول منظم للغرف الإعلامية المظلمة التي لا تتورع عن الإساءة للفئات الاجتماعية، والمجموعات العرقية، وشعوب الدول المجاورة، بلا رسن أو لجام!
النجاة هي في الهروب من تلك البرك الآسنة، وإذا كان ثمة عذر لمن يخوضون في الإعلام من غير ذويه، فلا عذر لمن امتهن الإعلام، وعرف مواثيقه، ليصبح الآن ضمن سيرك المهرجين!
هي الصورة الغالبة الآن بكل أسف.
كان الله في العون.

زر الذهاب إلى الأعلى