رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

دارفور تنزف.. والمجتمع الدولي يكتفي بالقلق

تواصل دارفور نزيفها اليومي في ظل حرب طاحنة ومعاناة إنسانية متفاقمة، بينما يظل دور المجتمع الدولي محصورًا في بيانات الشجب والتعبير عن القلق، دون خطوات فاعلة لإنقاذ الملايين من نيران الحرب المستعرة.

في مشهد مأساوي، وثّقت تقارير إنسانية وصول أكثر من 288 ألف نازح إلى منطقة “طويلة” خلال الفترة ما بين الثالث والتاسع عشر من أبريل الجاري، قادمين من مدينة الفاشر ومعسكري “زمزم” و”أبوشوك”، هربًا من أعمال العنف والقصف العشوائي الذي طال حتى معسكرات النازحين.

وأكد مفوض الشؤون الإنسانية في دارفور أن العدد الكلي للنازحين بالإقليم تجاوز الآن مليونًا وخمسمائة ألف شخص، في ظل أوضاع معيشية كارثية ونقص حاد في الغذاء والماء والدواء. وأشار إلى أن المخيمات أصبحت بؤرًا للموت البطيء، حيث تُسجَّل يوميًا حالات وفاة نتيجة الجوع والعطش والأمراض، في ظل غياب شبه تام لأي استجابة إنسانية فاعلة.

وفيما تواصل قوات الدعم السريع حصارها لمدينة الفاشر وسيطرتها على نيالا، تُنفّذ هجمات متكررة على معسكرات النازحين، في انتهاكات تُوصف بأنها جرائم إبادة جماعية، بينما يكتفي مجلس الأمن الدولي -كالمعتاد- بالإدانة دون تحرك ملموس.

الواقع في دارفور لا يحتاج إلى تفسير؛ فالمواطن هناك يدفع الثمن وحده، بينما تتقاذف القوى السياسية المسؤولية وتتاجر بمآسي الأبرياء، في مشهد يفتقد إلى أي وازع ديني أو أخلاقي. الحرب في السودان باتت مسرحًا مفتوحًا للألم، والخاسر الوحيد هو الإنسان السوداني.

زر الذهاب إلى الأعلى