
كمال كرار
الولايات المتحدة الأمريكية التي تتزعم العالم الامبريالي،وتستهدف إخضاع الدول والشعوب لهذه الأيدولوجية، هي نفسها المثل الساطع على بؤس وأزمة النظام الرأسمالي .. وتقول الأرقام ..
منذ ١٩٧٦ والولايات المتحدة تعاني من عجز تجاري هائل وصل إلى تريليون دولار في السنة.
العجز التجاري يكشف عن عدم قدرة الاقتصاد الأمريكي على تحقيق الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي ولهذا فوارداتها من السلع المصنعة والآلات والمواد الخام تفوق الصادرات .. للمثال لا الحصر فان العجز الشهري في ديسمبر ٢٠٢٤ بلغ ٩٨.٤ مليار دولار .
وخلال الفترة من يناير إلى مايو من هذا العام وصل عجز الموازنة الامريكية الي ١.١٥ تريليون دولار .. ومعني هذا أن نفقات الحكومة اكثر من ايراداتها .
وتقول الأرقام أن ٣٦.٨ مليون مواطن في أميركا يعانون من الفقر الشديد .. وهنالك ١٣.٥ مليون عاطل عن العمل تغلق في وجوههم أبواب التوظيف .
معدل نمو الناتج المحلي في الولايات المتحدة حسب آخر البيانات يعادل ٢.٥ ٪ ، والتضخم ٣٪ بمعني أن النتيجة عدم نمو .. أو ما يقال عنه نمو سالب .
ارتفعت ميزانية الدفاع في اميركا أو الصرف على الجيش والاجهزة الأمنية من ٨٢٤ مليار دولار في ٢٠٢٤ إلى ٨٣٢ مليار في موازنة هذا العام ٢٠٢٥ .
الدين الفيدرالي العام في اميركا يبلغ ٣٦ تريليون دولار ومعناها ٧ أضعاف الايرادات العامة السنوية، وهو دين يتصاعد على أساس سنوي .
ومن خلال هذه الأرقام نكتشف أن الاقتصاد الأمريكي ليس في مأزق صعب فقط، بل على حافة الانهيار .. وأن النموذج الامريكي الذي ينال إعجاب ( حيكوماتنا ) المدنية والعسكرية والانتقالية والحربية هو أسوأ نموذج اقتصادي يمكن اتباعه ..
هذا يفسر الهرولة العجيبة للادارة الامريكية نحو توقيع ما يسمى بالشراكات الاقتصادية مع دول شرق أوسطية، ويفسر أسباب حرب الرسوم الجمركية التي تدور حاليا ..
والسياسة الجديدة تهدف إلى جلب المال لدعم الاقتصاد الامريكي بالقوة، وعن طريق الهيمنة .. والشراكات تعني مقايضة التكنولوجيا الامريكية بالمال والسلع والمواد الخام .. والتكنولوجيا نفسها يمكن قفل مفتاحها عند أقل خلاف سياسي ..
ولا عجب إن عرفنا ان صادرات السلاح الامريكي بلغت ٣١٨ مليار دولار في عام ٢٠٢٤ .. وان الولايات المتحدة تستحوذ علي ٤٣٪ من تجارة السلاح في العالم .. وهي تجارة الموت .. وكلما اشتعلت الحروب في العالم كلما ازدهرت هذه التجارة الملعونة .. ومصائب قوم عند قوم فوائد .
ستنتهي الحرب وتنتصر الثورة .. ولن يحكمنا البنك الدولي .. إنتهي وقت الدعاية المزيفة .