رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

المنوعات

“صباح إخوان” أعادوا هيبة الدراما الشعبية في “حرب الجبالي

متابعه : صحيفه امدر تايمز”

جاء مسلسل “حرب الجبالي” ليعيد الاعتبار لهذا النوع بكل ما فيه من قوة وجذور وعاطفة وهوية، بفضل رؤية إنتاجية واعية من شركة “صباح إخوان”، التي لا تكتفي بصناعة المسلسل، بل تصنع مناخًا دراميًا متكاملًا يليق بمكانة الفن المصري والعربي.

*دراما شعبية مصنوعة بعناية*

“حرب الجبالي” ليس مجرد عمل يعتمد على الصراعات العائلية أو الأحياء الشعبية، بل هو مشروع يُفكّك مفاهيم مثل السلطة، الشرف، العائلة، والخيانة، من خلال حبكة درامية ممتدة (50 حلقة) تتنفس دون تسرع، وتتعمق دون إسهاب.

الإنتاج هنا لا يبحث عن الصدمة، بل عن الحنين الحقيقي إلى دراما تحمل طابعًا مصريًا أصيلًا، أشبه بما كنا نشاهده في زمن مسلسلات “المال والبنون” و”ليالي الحلمية”، ولكن بلغة بصرية ومونتاج معاصر.

*صباح إخوان: إنتاج فاخر بهوية شعبية*

تثبت “صباح إخوان” من جديد أن الإنتاج الفني الناجح لا يعني بالضرورة “فخامة شكلية”، بل اتساق بين الفكرة، الممثل، المكان، والإيقاع.

تم تصوير المسلسل بين بيروت والقاهرة، لكن مع إخلاص واضح لروح الحارة المصرية القديمة.

الطاقم التمثيلي كان اختيارًا مدروسًا: أحمد رزق في قمة نضجه الفني، صلاح عبد الله في أبهى تجلياته الشعبية، ورياض الخولي بصوته وسلطته يملأ المشهد وزنًا.

الرؤية الإخراجية حافظت على “التشويق” دون أن تفقدنا البُعد الإنساني.

*أكثر من مجرد صراع*

في قلب “حرب الجبالي” دراما عن الإنسان قبل العائلة.
عن اختبارات الرجولة، وتداخل مفاهيم السلطة بالحب، والعدالة بالانتقام.
هذا ليس عملًا شعبويًا يسعى لكسب ودّ الجمهور بلغة سهلة، بل عمل شعبي يحترم ذكاء جمهوره وتاريخه الثقافي.
الدراما الشعبية عادت من الباب الكبير

بفضل “صباح إخوان”، رجعنا نؤمن أن الدراما الشعبية ليست نوعًا “أقل” فنيًا، بل هي أصعب الأنواع إن أردنا لها أن تنجح دون استسهال.
و”حرب الجبالي” هو تأكيد على أن الأصالة يمكن أن تعيش جنبًا إلى جنب مع الحداثة، عندما تكون النية الفنية صادقة، والرؤية الإنتاجية حقيقية.

زر الذهاب إلى الأعلى