رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

وهم الاهمية و فقاعة النجومية !

في ظل هذه الانعطافات الحادة التي تعيشها بلادنا وهي تختنق في دخان هذه الحرب اللعينة و خطورة ما نمر به من ظروف مفصلية تجعل وحدة بقية ترابنا ان تكون اولا تكون ..وتهدد مجتمعنا بالشتات بعد ان ظل متماسكا ولو في حدة المعقول.
فنجد ان من يتوهمون النجومية المستعجلة و التي تشبه فقاعات الصابون التي لا تقوى على الصمود كثيرا امام تيارات الحياة المتداخلة ..واقصد هنا بعض صغار المغننيين ولا اقول الفنانين الذين يعبون مساحات الفضاء الاسفيري بسواقط اخبارهم ومشكلاتهم الخاصة سواء فيما يتعلق بصراعات لا نعلم دوافعها ولا فائدة نشر غسيلها على حبال الفضائح او ان يحاول بعضهم إن يقحم الراي العام المشغول اصلا بما هو اهم في مسائل تتعلق باسباب طلاقه من الاولى وعزمه الارتباط بالثانية وتلك التي تتباهى بعدد زيجاتها التي تتبدل اكثر ربما من تبدل فساتينها.. وكل تلك الترهات التي يروجون لها تاسيا بنجوم بعض المجتمعات القريبة منا وقد باتوا يسترزقون من فتات صالاتها وترف افراحها .
وتلك بلاد على خلاف مجتمعنا اصبح لها إرث تراكمي في هذا الصدد تتسول به الصحافة ووسائل الإعلام اهتمام العامة لاسباب مفهومة .
غير ان ما ينتهجه صغار من يحلمون بالنجومية المبكرة من مغنينا هو دخيل على مجتمعنا الذي لم يكن يحفل كثيرا باهمية النجم لاسيما المطرب إلا من خلال ما يقدمه من ابداع لافت للاهتمام .
فلم تنشغل صحافتنا على سبيل المثال التي عاصرنا عهدها منذ عقود إلا في حالات نادرة وجادة بخصوصيات النجوم الكبار او تتعرض لحياتهم الاسرية او تخوض في صراعاتهم البعيدة عن المجال الفني ألا بما يخدم مشاريعهم الإبداعية بعيدا عن الإسفاف والافراط في تمجيد الذات ونفخ حنجرة الموهبة الفطيرة ..كما يفعل هؤلاء الاغرار الذين افرزتهم بالكاد فراغات الساحة التي خلت لهم برحيل الكبار او انزوائهم خلف حوائط احترام الذات حتى لا يتلوثوا بسخام هذا التراشق بما لا زبدة فيه قد يستفيد منها المتلقي الحصيف الذي ظل يتعاطى مع مبدعي زمانه الجميل بما ينفثوه من عطر اخاذ دون الوقوف كثيرا عند شكل الزجاجة او الفتيل الذي يحوي ذلك الرحيق .

زر الذهاب إلى الأعلى