رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأخبار

مصـرع أكثر من 50 عاملًا في انهيار منجم في منطقة “هويد” شمال شرق السودان

لقي ما لا يقل عن 50 من عمال التعدين مصرعهم إثر انهيار مأساوي لأحد المناجم التقليدية في منطقة “هويد” الصحراوية الواقعة بين مدينتي عطبرة وهيا، في حادث يُعد من أفدح الكوارث التي تضرب قطاع التعدين التقليدي بالسودان في السنوات الأخيرة.ووفقًا لمصادر محلية وشهود من المنطقة، فإن الحادث وقع صباح السبت حينما انهارت كميات ضخمة من الرمال والصخور على عمال كانوا ينقبون عن الذهب في منجم بدائي داخل منطقة تُعرف بكثافة النشاط التعديني غير المنظم. وتم انتشال العشرات من الجــ ـثث من تحت الأنقاض، وسط عمليات إنقاذ بدائية وبطيئة بفعل غياب المعدات الثقيلة والكوادر المختصة.وتقع “هويد” ضمن النطاق الإداري لولاية نهر النيل، رغم أنها جغرافيًا تلامس حدود ولاية البحر الأحمر، الأمر الذي يُعقّد الإشراف الحكومي على المنطقة في ظل تداخل الصلاحيات وغياب التنسيق الفعال بين السلطات المحلية.

ويأتي هذا الحادث بعد انهيار مشابه بنفس الموقع قبل شهرين فقط، خلّف عددًا من الإصابات البالغة، دون أن تُتخذ إجراءات وقائية جدّية بحسب السكان المحليين.

وتجددت عقب الحادث الانتقادات الواسعة للسلطات الحكومية بشأن ضعف الرقابة وسوء البنية التحتية في مواقع التعدين التقليدي، حيث يعمل الآلاف من المعدنين في بيئة محفوفة بالمخاطر، من دون إشراف فني أو تنظيم مؤسسي.

ويُعد قطاع التعدين الأهلي أحد أكثر القطاعات استقطابًا للعمالة في المناطق الريفية والحدودية، غير أن نشاطه غالبًا ما يتم خارج نطاق القانون، ودون أدنى معايير السلامة المهنية، ما يجعله عرضة للحوادث الدامية والانهيارات المتكررة.

ودعا ناشطون وممثلون من المجتمع المدني إلى فتح تحقيق عاجل ومستقل في الحادثة، ومحاسبة الجهات المسؤولة عن تقصيرها، إلى جانب المطالبة بإعادة تنظيم قطاع التعدين الأهلي وتحويله إلى قطاع منتظم خاضع للرقابة والمعايير البيئية والمهنية.

زر الذهاب إلى الأعلى