
أعلنت مصادر عسكرية وميدانية عن استعادة القوات المسلحة السودانية، صباح السبت، سيطرتها الكاملة على منطقتي “الدشول” و”الكرقل” بولاية جنوب كردفان، وذلك بعد معارك ضارية مع قوات الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، في تصعيد جديد للمواجهات العسكرية في إقليم جبال النوبة.
وتقع المنطقتان المحوريتان على الطريق الاستراتيجي الرابط بين مدينتي الدلنج وكادقلي، ويُنظر إليهما كممر لوجستي بالغ الأهمية في الصراع الدائر منذ أكثر من عامين.
وأفادت مصادر ميدانية لـ دارفور24 بأن الفرقة 14 مشاة التابعة للجيش السوداني هي التي قادت العملية العسكرية، وتمكنت من دخول المنطقتين بعد اشتباكات وصفت بالعنيفة والمباشرة، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وسط مقاومة شرسة من قوات الحركة الشعبية.
وتشهد منطقة “الدشول” صراعًا مستمرًا على السيطرة منذ منتصف يونيو الجاري، حيث اندلعت المواجهات في 17 يونيو، وأسفرت حينها عن تقدم للجيش. غير أن الحركة الشعبية عادت لتسيطر على المنطقة في 21 يونيو، وفرضت طوقًا جزئيًا على مدينة كادقلي، قبل أن تستعيد القوات المسلحة زمام المبادرة السبت وتفرض سيطرتها مجددًا.
ويعكس هذا التبدل الميداني واقعًا عسكريًا هشًا ومفتوحًا على مزيد من التصعيد، في ظل انعدام الاستقرار على خطوط التماس واستمرار التوتر في المناطق الحدودية بين سيطرة الطرفين.
ويُنظر إلى منطقتي “الدشول” و”الكرقل” باعتبارهما شرايين إمداد رئيسية نحو كادقلي، ما يجعل من السيطرة عليهما عاملًا حاسمًا في منع أو تطويق الحصار على المدينة. كما يربط الطريق بين المناطق الشمالية من الولاية ومواقع تمركز القوات الحكومية، ويُعد ممرًا حيويًا لتحريك القوات ونقل الإمدادات الطبية والغذائية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه المنطقة أزمات إنسانية متفاقمة ونزوحًا متجددًا للسكان المدنيين، وسط مخاوف من تكرار سيناريوهات الحصار ونقص الإمدادات الأساسية مع استمرار القتال.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه التطورات إلى تصعيد إضافي في الحملة العسكرية للطرفين، مع تزايد الضغط على المدنيين في المناطق المجاورة.