الأعمدة

من قتل جمال زمقان ..ولماذا ؟؟؟!!!

منذ ان انشبت هذه الحرب اللعينة مخالبها السامة في رقبة حاضرة البلاد وعاصمتها المسالمة وتدفق نزيفها إلى الاطراف البعيدة من جسد وطننا الجريح ..فقد الكثيرون حياتهم من المدنيين الآمنين اما بطلقات طائشة او بقصف خاطئ للطيران العسكري او قضوا غدرا من قبل عصابات المتمردين وغيرها التي احالت نهار الحياة كلها إلى ظلام دامس كفيف .
بينما استشهد الكثيرون وهم يدافعون عن شرفهم الشخصي و ذودا عن ديارهم وعيالهم و اموالهم وعروضهم الغالية .

بالامس حملت الينا الانباء المؤسفة حادثة اغتيال قوات الدعم السريع اللواء المتقاعد جمال محمد زمقان الكادر المعروف بالحركة الإسلامية و التقني المرموق في مجال التصنيع الحربي والمدير بمجمع جياد الصناعي وهو ايضا رجل الاعمال الذي يمثل الصندوق الاسود الحافظ لاسرار استثمارات التنظيم الإسلامي كما جاء في إطار توصيف صفاته الاعتبارية او غير الرسمية العديدة .
وبصرف النظر عن كل ذلك فهو قبل كل شي مواطن سوداني و انسان وزوج واب فجعت لفقده اسرته و يشكل مقتله خسارة لجماعته التي نعته بكل الوجع والحسرة كامر طبيعي ومتوقع ومشروع .
غير ان الاخ الصحفي الاستاذ عبد الماجد عبد الحميد المعروف بولائه المتشنج للتيار الإسلامي ذهب مباشرة إلى تفجير قنبلة اتهام سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى السودان بالضلوع تحريضا على الاقل في إغتيال الراحل زمقان مستندا إلى انه يجاور المغدور في السكن باعتبار إن السفير يستاجر جزءا من المجمع الفاخر من المجمع السكني المملوك لزمقان في حي الراقي جنوبي الخرطوم و ظل الرجلان جارين لسنوات طويلة قامت بينهما دون شك صلات الملح والملاح كعادات اهل السودان والإمارات المتشابهتين في التداخل الاسري والكرم العربي ويربط بين مسكنيهما نفاج للتواصل الاجتماعي .
وبني الصحفي الذي نقدر طبيعة حزنه على الراحل على فرضية إن من يقوم بحراسة منزل السفير هم جنود الدعم السريع الذين تم استبدالها بطاقم جديد من ذات الجهة قبل حادثة اقتحام سكن القتيل بايام قليلة ..وهو اجتهاد متعجل قد تترتب عليه مسئولية قانونية على ذلك الصحفي ما لم يكن يمتلك الشواهد الدامغة تجاه ممثل دبلوماسي رفيع يفترض انه يتمتع بحصانة الدولة المضيفة ..بصرف النظر عن موقف دولته من الصراع الدامي الذي يدور في بلادنا ..وانا هنا لست معنيا بتفنيد ذلك الدور لتلك الدولة التي يمثلها السفير ايا كانت درجته من السلبية ولست في موقع من يدافع عن السفير الذي لا اعرفه شخصيا ولم التقيه في حياتي ..ولا اظن انه سيكون موجودا في منزله او حتى في العاصمة كلها في هذه الظروف القاهرة .
ولا اعتقد ان التجرد من الاخلاق و رمي كل القيم والاعراف و التخلي عن ابسط مقومات الشهامة والخسة التي عرف بها جنود الدعم السريع خلال هجماتهم الحاقدة على المجتمع متجاوزين مقومات حدود السجال في ميادين الوغي تجعلهم في حاجة لمن يوعز إليهم بالتعدي على حرمات الناس .. فقد فعلوا ما لم يخطر على بال اعتى عصابات النهب المسلح وكنتونات المخدرات في دول الموز البعيدة .. فاصبح الإنسان في نظرهم ايا كان موقعه وصفته وجنسه وسنه او الكيان الذي ينتمي إليه ارخص قيمة من ثمن الطلقة التي تقضي عليه .
وهو نهج يعلم الاخ عبد الماجد تماما ماهي المدرسة التي خرجتهم حاملين ذلك المفهوم الذي يدفع من لقنوهم اياه حياتهم مثل عامة الناس الذين لم ينشغل سبادته لاهمية حياتهم التي ربما يراها اقل درجة من عناصر تنظيمهم المقدس في بنيته و يتميز اهله بالعصمة والطهارة !
انها كف الحرب ايها الزميل الغاضب و التي تختطف دون تمييز بين ابن البطة السوداء وابن الاخرى البيضاء كما يقول جيراننا المصريون ..و الذي يتالم لاعتصارها لا يمكن ان يصب على حريقها زيت الاشتعال كلما شارفت انفاسها على ان تخمد !
فلن يسلم الوطن من شرور فتنتها الا بإيقاف التها الخبيثة حتى لا تتحول الى محرقة نفقد فيها شبابنا و جنودنا الذين يجب ان ندخرهم للدفاع عن هذا التراب و بناء اعمدة عمرانه من حديد ولا يجب ان ندفع بهم إلى ذات مصير محارق الجنوب التي انتهت إلى الذي كان يمكن تجنبه بسلاح العقل بدلا عن تإجيج جراحات صراعه بسكاكين التقسيم .
حما الله السودان واهله الطيبين بشهادة العالم كله .
وهو من وراء القصد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى