الأعمدة

مسؤولية الكتابة : عبد الكريم البليخ

ندرك تماماً أنَّ استسهال الكتابة مضر وكريه، ومع ذلك، تظل لها مقوّماتها وأسسها في زمن الصمت العربي المالح!
وأكتب.. وما أدراني لمن؟
فهناك الكثير من المحطّات التي يمكن أن تُلفت نظرنا، لمجرد الابتهاج بمنظر ما، أو تذكّر علاقة حب، أو التغنّي بالأهل والأحبّة ورفاق الطفولة والصبا.
هذه المحطّات نستذكر فيها بعضاً من الماضي، ونحاول جاهدين أن نقف عند بعض الشروخ التي رافقت أوهامنا.
هي كذلك حقاً، لمَ لا؟!
وقفة مع الذات نستغرب حدوثها، فقد تأتينا صدفةً دون تخطيط مسبق، وقد تأتينا برغبة موصى بها، وهذا ما يجعلها تأخذ منحى آخر، وهذه أسهلها تدفقاً وجرياناً.. وقد تظل حبيسة الأنفاس، مغمضة العينين، تبحث عن مخرج لها، ومكان تتسلل إليه، لتقول ما ترغب به بعيداً عن مسؤولية الكلمة، على الرغم من أهميتها.
وبين هذه، التي تأتِ صدفةً، وتلك التي تأتِ عن تخطيطٍ مسبق، فجوة لطالما ضاقت ثم اتسعت!
فالكتابة لها رونقها وحدسها وجاذبيتها، وإحساس الكاتب المرهف بما يكتب، ويؤطر، ويسجل لحظات فيها الكثير من المتعة والفائدة، وقد تكون مشوبة بالألم، ويهلّل بالزمن الأتْ، وقد يمكثُ طويلاً مستنداً إلى مقعده ومنضدته متأملاً محاولاته حتى يتمكن من صوْغ جملةٍ مفيدة، ومفردة تحرّك الوجدان والضمير والحي.
هي محاولات، أردنا لها أن تصوَّب نحو الهدف، وأن تغزلَ ما ترى عسى أن تتبلور الفكرة ليخرج الراغب بها بموشحٍ راقٍ، أو قصيدة مغناة، أو مقالٍ مفيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى