الأعمدة

من أين جئنا نحن ومن أين جاء هذا الأحمدان؟؟!!

عادل عبد الله

كان الطيب صالح قد تساءل ذات يوم بكثير من الدهشة المرة وقال من أين جاء هؤلاء؟! تساءل الطيب صالح حين كانت كلاب دولة اللا مشروع الغير حضاري المسعورة تطارد الصبية والأيفاع في طرقات الخرطوم وغيرها من بقاع السودان المنكوبة بوصول صحابة آخر الزمن للزج بهؤلاء البسطاء في أتون حرب الجنوب للقضاء على (الكفار) أولاً ثم القضاء على أمريكا روسيا التي دنا عذابها.. إستغرب الطيب صالح هذه الجلافة والقسوة في هذه الأمساخ البشرية وكيف يمكن لشخصية سودانية معروف عنها المسالمة أن تجنح إلى كل هذه الوحشية والدم… مات من مات وترمل من ترمل وتيتم الكثيرون!!! وفيما بعد رأينا كيف سارت الأمور وكيف كان (الصالح العام) وسرطان التمكين الذي أحرق الحرث والنسل وغادر البلاد قاعاً صفصفاً وكيف تملك السلاجقة الجدد والديلم والمغول والتتار الفارهات والضياع والحقول والدولة برمتها و ما هذه الجبريليات الأخيرة إلا إمتداد لذات الممارسات والتي هي من مسلمات لا دولة التمكين وفق إقتصاد النهب والغنيمة والجبايات و إقتصاد الطواقي والسمسرة في زمن جنرالات الدم والجياد والجنجويد والمسغبة والشح والبؤس العظيم… رأى أهل السودان العجب العجاب مما لا يخطر على قلب بشر من أفاعيل التمكين وكلنا يعرف كيف أن مذكرة صغيرة من قيادي بالمؤتمر اللا وطني المحلول كانت يمكن أن تجعل راعي الضأن الأجرب مديراً وسفيراً ووزيراً وأميراً بلا علم ولا هدي ولا كتاب منير…. تخصص له الفارهات وأطنان الوقود من لحم ودم الشعب السوداني الحزين ليمارس نرجسياته المريضة وعقده ومركبات نقصه و تنمراته المخجلة على الشرفاء نقلاً حينا ونفياً حيناً آخر وفي أحايين أخرى طرداً من جنة رضاه يتحلق حوله مجموعة من حملة المباخر الركع السجود ولاعقي الأحذية ليمارس على الناس كل رداءات العقل الرعوي كما شخصه النور حمد بحيث تحولت كل (مؤسسات) اللا دولة إلى إقطاعيات ذات تملكات حصرية يشار إلى كل واحدة بمن يقف على رأسها وكأنها من ميراث أجداده ولا يزال تساؤل الطيب صالح ماثلاً وبلا إجابة في زمن جنرالات الدم و الجبريليات والجياد والجنجويد…. ساقني إلى تساؤل الطيب صالح ما نحن عليه في وزارتنا العظيمة بولاية فشلستان خرطوم الحزن والدم والقذارات والمسغبة…. بعد ما تناول التعساء ما يعرف بدعم المدارس والذي ذكروه دريهمات ثمان لا تقيم الأود ولا تسد الجوع وتعالج السقم، مجرد ذكر هذا المبلغ إهانة بصرف النظر عن أي أسباب تساق لتبريره من ذوي (الشأن) مجرد ذكر هذه الدريهمات الثمان ينبئك عن حال الهوان وما وصل بنا الأمر إليه ففي الوقت الذي نسمع فيه عن (مؤسسات) تعطي منسوبيها مبالغ بالنسبة لنا هي مبالغ أسطورية تجد من يأتيك بخبر الدريهمات الثمان!!! وهذا هو طبيعة الحال في كل المناسبات والأعياد فمنسوبي الوزارة هم أكثر خلق الله بؤساً زد على ذلك موضوع الترقيات والتي إنتظر الناس لأمرها السنوات الطوال تم قتل فرحة الناس بها (وحدث ما حدث).
علينا أن نتساءل نحن بعكس الطيب صالح من أين جئنا نحن؟ وأي قدر أسود ساقنا إلى هذا الجب المعتم والبلقع الثقافي والإنساني وهذا الكرب والبؤس العظيم أي نصيب هذا وأي قسمة ضيزى هذه وأي كابوس هو وأي ليل بلا صباح وسلسلة طويلة من الأسئلة الوجودية القاسية…. أحلام زيادة الدعم الإجتماعي تتبخر والترقيات (حدث فيها ما حدث) ودعم المدارس مسخرة pure mockery… وهل الخلاص الفردي هو الحل؟!!!!
يبقى فقط أن نقول من أين جئنا نحن ومن أين جاء هذا الأحمدان؟؟!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى