الأعمدة

العلاج بعيون د.محمد مختار بمستشفي فضيل

لايختلف اثنان ان السودان من اوائل دول الاقليم عربيا وافريقيا الذي عرف الطب والتطبيب وذلك لانشاء كلية كتشنر الطبيه وجامعة الخرطوم فيما بعد وقيام المعاهد المصاحبه لها في مجال الصيدله والتمريض والمساعدين الطبيين، منذ اكثر من مأئة عام ظلت جامعة الخرطوم ومن بعدها جامعات الجزيره وغيرها من الجامعات تخرج الدفعات المتتاليه والذين انتشروا في جميع اصقاع السودان والعالم اجمع يسطرون اروع الانتصارات والانجازات في مجالات الطب المختلفه.
الطب عامة تاثر مثله ومثل الكثير من المجالات خلال حقبة الظلام والتيه لاكثر من ثلاثين عاما حينما تم تشريد الكفاءات وجففت المستشفيات الحكوميه واعلنوا عن تعريب الدراسة بكليات الطب التي اصابت هذا المجال الحيوي في مقتل،بالرغم من ذلك تمكن علماؤنا في مجال الطب في الحفاظ علي سمعة الطب هنا رغم التشريد والتنكيل والقتل والسحل ودق الخوابير في رؤوس الاطباء لا لشئ سوى وقوفهم سدا منيعا في وجه من وقف في تدمير الطب كدراسه وكمهنه والمتاجره في الدواء مما نتج عنه تدمير البنيه للعلاج من مستشفيات ودواء وعلاج لتنهش الامراض جسد هذا الشعب المسكين لتحيله الي مسخ مشوه،تاهت معه كل معالم شخصية الزول كاكبر ماساه انسانيه يمكن ان يتعرض لها شعب في الدنيا.
بالرغم من هذه الصوره الماساويه للوضع الصحي في السودان،واحالته لمنطقه طارده تماما لتلقي العلاج فيه لارتفاع تكلفته تتدهوره،اصبح الناس يطلبون العلاج بالخارج في دول يرجع فيها الفضل لعلمائنا الافذاذ من الاطباء المهره الذين وضعوا اللبنات الاولي للطب في تلك البلاد،بالرغم من ذلك مازال هناك بصيص امل لاستعادة الطب والتطبيب في هذا البلد لسابق عهده.
في الاسبوع الماضي كنت مرافقا لمريضه حيث وجدنا انفسنا بمستشفي فضيل في مقابلة الدكتور محمد مختار اخصائي الباطنيه،كانت المقابله ستكون مثلها ومثل اي مقابله تنتهي بالتشخيص والفحوصات والدواء والعوده لبيتك،ولكن الامر كان مختلفا ومدهشا في نفس الوقت،فالرجل اي الدكتور محمد مختار فقد استغرقت مقابلتنا له وقتا طويلا لم يترك شارده او وارده الا وتطرق لها واستمع بقلب مفتوح لكل اسئلة المرافقين والمريضه واجاب عليها ودخل في تفاصيل دقيقه في شرح كل مراحل علاجه وتشخيصه وقراره ،الي هنا هذا هو الوضع الطبيعي،ولكن مايحسب له ان اهتمامه بالمريض وبث الطمانينه في نفسه ومرافقيه جعلت هذا الامر جزءا من العلاج وعاملا مهما للشفاء، الامر افذي يترك اثرا فعالا في نفس المريض وسببا لشفاءه وتعافيه،حينما يصل الامر بالمريض ومرافقيه بالدعاء للطبيب بموفور الصحه والعافيه وليس عليه،تاكد ان المريض سيشفي لعامل نفسي بحت لانه في هذه الحاله سيكون امام انسان كملاك وليس طبيبا.
شكرا د.محمد مختار والشكر موصول لكبيركم الذي علمكم سحر وسر العلاج بان عيادة الطبيب يجب ان تصمم علي شكل راكوبه ان لم تكن راكوبه فعلا يتفيأ في ظلالها كل انسان اتعبه المرض وانهكه تكلفته الكبيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى