قطعت روسيا وأوكرانيا اليوم شوطًا مهمًا على طريق التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار، خلال مفاوضات عقدت في العاصمة التركية بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة. وتأتي هذه الخطوة بعد حرب دامية استمرت سنوات ، أسفرت عن دمار هائل في البنية التحتية الأوكرانية، وخسارة كييف لمساحات من أراضيها، في وقت واجهت فيه موسكو استنزافًا كبيرًا في العتاد والمعدات العسكرية، إضافة إلى أزمة اقتصادية متفاقمة نتيجة العقوبات الغربية المشددة.
وفي موقف لافت، يُحسب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبادرته بوقف تمويل أوكرانيا، وإصراره على دفع الطرفين نحو طاولة الحوار. إذ رأى ترامب أن استمرار الحرب لن يفضي إلا إلى مزيد من الخسائر، في ظل الفارق الكبير في موازين القوى العسكرية بين موسكو وكييف. واستثمر الرئيس الأمريكي علاقته الوطيدة بنظيره الروسي فلاديمير بوتين للضغط باتجاه تهدئة الأوضاع، وإقناعه بقبول عقد لقاءات مباشرة مع المسؤولين الأوكرانيين.
وجاءت ثمار تلك المساعي اليوم من أنقرة، حيث أعلن وزير الخارجية التركي أن الطرفين اتفقا على تبادل مقترحاتهما مكتوبة، تمهيدًا للوصول إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار. وأوضح الوزير أن الجانبين أبديا استعدادًا مبدئيًا لعقد جولة جديدة من المفاوضات في المستقبل القريب.
ويرى مراقبون أن هذا التطور يعكس تحسنًا ملموسًا في مسار الأزمة، ويمهد الطريق أمام مزيد من التفاهم بين موسكو وكييف، على أمل التوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي صراعًا طال أمده وأثقل كاهل المنطقة والعالم