الأعمدة

كتابة بالمشاعر في رثاء شاعر أصيل … صلاح حاج سعيد وقاموس الغناء المتفرد

شاعر يعرفه المتلقي جيدا لكونه أسهم بجهد كبير مع شعراء وشاعرات  غنى لهم وغنى لهن الفنان المبدع الراحل المقيم مصطفى سيدأحمد في صنع قاموس متفرد للغناء السوداني.. الشاعر الراحل المقيم صلاح حاج سعيد ..قصائده التي تغنى بها مصطفى سيد أحمد هي قصائد تستحق التأمل كثيرا وكثيرا .

كلماته متفردة .. كلماته هي من نوع الكلمات التي كان يبحث عنها مصطفى سيدأحمد.

هنا أتذكر أننا في سنوات خلت (1990 أو 1991) .. أجرينا ونحن 4 من الصحافيين حوارا لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية حين كنا نعمل بمكتب الصحيفة في الخرطوم في فترتي مسؤولية الاستاذين كمال حامد ثم من بعده محمد عبدالسيد عن المكتب.. واخترنا بعد ان فرغنا من الحوار ان ينشر بالعنوان التالي .. مصطفى سيدأحمد .. أبحث عن كلمات  تعكس الواقع.. كنا قد سألناه عن تجربة الثنائيات في الاغنية السودانية مثل تجربة الراحل وردي في جزء مهم ومتفرد من تجربته الفنية بغناء قصائد للشاعر الأصيل الراحل إسماعيل حسن وأيضا تجربة الثنائية في الاغنية التي جمعت الراحلين عثمان حسين وبازرعة.

وهنا أتذكر بالوفاء الأصيل والنبيل الراحل الصحافي الذي كان صديقا وفيا واخا كريما لكل الزملاء والزميلات في الوسط الصحافي في تلك السنوات قبل ان يرحل الى دولة قطر .. حيث عمل بصحيفة الراية القطرية وقد توفى زميلنا الصحافي أسامة احمد موسى في الدوحة في عام 2008 ..له الدعاء بالرحمة والمغفرة والرضوان وجنة النعيم ..حيث شاركنا في ذلك الحوار مع مصطفى سيداحمد وشاركتنا في الحوار الزميلتان الصحفيتان المرموقتان المقيمتان الآن في أستراليا نفيسة الحاج ومنال منصور ..لهما معا اغلى التحية …تحية الوفاء والزمالة .

سقت هذه الكلمات بتلقائية وعفوية عن المغني والشاعر  .. لتيسير لي أن أسترسل في الكلام عبر كلمات الرثاء المتواضعة هذه .. الرثاء للشاعر المتفرد صلاح حاج سعيد .. يحفظ الجميع في جمهور مصطفى سيد احمد الوفي ..جل أو كل الكلمات التي غناها مصطفى لصلاح حاج سعيد ولكوكبة مهمة من الشعراء ..وهنا اذكر على سبيل المثال لا الحصر الأسماء التالية في عالم الشعر المتفرد الذي اختار مصطفى ان يقدمه للجمهور ..خطاب حسن أحمد ونجاة محمد سعيد ومحمد الحسن سالم حميد وهاشم صديق وعمر الدوش وازهري محمد علي والدكتور طلال دفع الله عبد العزيز وليلى المغربي وعاطف خيري والقدال وأبو ذكرى وابوذر الغفاري ويحيى فضل الله ..ونتوجه جميعا بدعائنا بالرحمة والمغفرة لمن فقدنا والدعاء بالصحة والعافية للأحياء من هذه الكوكبة المتفردة لشعراء وشاعرات مصطفى سيداحمد.

صلاح حاج  سعيد .. أقول عنه ان جمهور اغنية مصطفى سيد احمد يعلم ان كلماته في الشعر كانت متفردة .. كان يكتب بأسلوبه الخاص .. وحين يكتب القصيدة وفيها شجن او حزن ثم يغنيها مصطفى سيدأحمد فإن المتلقي يعايش ما فيها من مشاعر .. ويلتقي على جسر الابداع مع الشاعر لكونه كتب قصائده بصدق وتفرد ..مفرداته في الشعر الغنائي خاصة به .. ولكل مفردة قدمها وقعها الخاص لدى المتلقي .. كتب بصدق فوصلت اعماله الى الناس حين غناها مصطفى سيد احمد دون مشقة ..الابداع الأصيل يخلده الزمن .. ولا تزال تجارب زمن مصطفى سيداحمدوزمن شعراء مصطفى سيداحمد جديرة بأن يسعى الكتاب والنقاد الى التعمق في مختلف جوانبها وتسليط الضوء على جمال القصائد حين كتبت وجمالها حين حولها مصطفى سيد احمد الى أغنيات تخلدها الازمان.هذهكلمات سطرتها دون ترتيب .. كلمات تعيد الناس الى زمن تجربة مصطفى سيداحمد ومن غنى لهم ومن غنى لهن من الشعراء والشاعرات من جديد ..كلمات لنتذكر تجربة فنية متفردة ومتكاملة ولرثاء أحد اهم نجوم كوكبة أهل الشعر في تجربة مصطفى سيداحمد الفنية الراقية الممتفردة ..الا وهو الشاعر الراحل المقيم صلاح حاج سعيد ..لقد انسجمت أفكار تلك الكوكبة من نجوم الشعر الأصيل المتفرد ومشاعرهم مع أفكار ومشاعر مصطفى سيداحمد .. ادركوا ان مصطفى كان يشق لنفسه  طريقا متفردا في الغناء ..تابعت الأجيال المختلفة ولا تزال تتابع ابداعات مصطفى سيد احمد .. وحين يتذكر الناس جوانب التجربة المتفردة لمصطفى سيد احمد فإنهم يدركون وط تلك التجربة المشرقة المتألقة ابداعا كم كانت الاعمال الشعرية التي كتبها الراحل صلاح حاج سعيد أعمالا متفردة ..مفرداتها جديدة وخاصة بصاحبها .. فهو قد كان من الشعراء الذين يطوعون كلمات القصيدة لإيصال أصدق المشاعر الى الناس.

وحين ادرك أصحاب تلك الاعمال الشعرية المتفردة ان لمصطفى سيد احمد مساره الفني المتفرد في مسارات الاغنية السودانية سارعوا بتقديم اغلى الكلمات المتفردة اليه ..كلمات من الشعر الذي لا يتكرر الا نادرا ..وبذلك ساهموا في انتاج التجربة الفنية المتكاملة لمصطفى سيد احمد ..تجربة الغناء الذي لا يتكرر الا نادرا.

وأختتم بكلمة عن مصطفى سيد احمد توضح مدى احترامه لجمهوره الفني ..طلب الزميلان الصحافيان  والكاتبان المرموقان عزالدين صغيرون وأحمد نصر من شخصي الضعيف في حفل بمسرح الهواء الطلق في قاعة الصداقة في عام 1990 ، أو في عام 1991، طلبا ان أقدم الفنان المبدع مصطفى سيد احمد الى الجمهو في ذلك الحفل .. المهم هو ان ما حدث يتمثل فيما يلي .. تأخرت قليلا في تقديم مصطفى سيداحمد بعد ان صعدت الى المسرح وأمسكت المايكروفون بيدي بعد ان طلب مني احد الفنيين المسؤولين عن توصيلات الكهرباء ان انتظر بعض الوقت الى حين قيامه بإنجاز بعض التوصيلات الكهربائية واختبارها .. بعد دقائق قليلة فوجئت بأن الفنان مصطفى سيد احمد صعد إلى المسرح ووقف بجانبي وأخذ مني المايكروفونبلطف وسط تصفيق جمهوره الفني ووسطه اغلبية من الشباب من الجنسين وخاطب مصطفى جمهوره محيياإياهم ..ثم اعتذر لي بلطف وقال لي .. أنا ما عاوز الجمهور يقول مصطفى اتكبر.“.

حيث كان مصطفى يعتبر لحظتها انه حين يتأخر في الظهور على المسرح عند بدء الحفل فذلك ربما يفسره البعض بأن الغرور أصابه.

تجربة مبدع اصيل مثل مصطفى حتمت عليه ان يلتقي بأصحاب تجارب شعرية (شعراء وشاعرات) يتمتعون بذات الاصالة والانتماء الى الجمهور .. الانتماء الى الشعب .. الانتماء الى المجتمع .

والآن فإن مجتمعنا السوداني ممتن لمصطفى ولكل أصحاب التجارب الشعرية ممن غنى لهم او غنى لهن مصطفى(الشعراء المتفردون والشاعرات المتفردات) بالكثير من الابداعات الاصيلة المشتركة ضمن التجربة الفنية المتكاملة لمصطفى ومن احاطوا به ومن احطن به من شعراء وشاعرات .. في تجربة فنية يتكامل فيها صدق مشاعر الشاعر مع صدق انتماء المغني الى الوطن .. نحن ممتنون لهم جميعا بالكثير لأن هذه الكوكبة الفنية المتفردة ضمن التجربة المتكاملة في الاعمال الغنائية التي قدمها مصطفى وخلدت في فضاء الفن السوداني  أسعدت مجتمعنا بالفن الأصيل .. وفي مقدمتهم جميعا كان الشاعر الأصيل الذي ودع دنيانا الفانية الشاعر الراحل المقيم صلاح حاج سعيد ..الدعاء للراحل صلاح بالرحمة والمغفرة والرضوان وجنة النعيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى