الأعمدة

دايرة اعز الرسول

عبارة قالتها امرأة تم (تخصيمها)للتتعشى بعد ان جاء بها البص السفرى لبعض اقاربها ذات ليلة ،ولعل الحياء غلبها كونها جاءت فى وقت مزعج ، وبكرم سودانى اصيل رحبت بها سيدة البيت ثم اتجهت ناحية المطبخ لكن الضيفة اوقفتها :-عليك الله تعالى ارقدى فى بكانك… اتعشينا فى الطريق الا ان صاحبة البيت حلفتها بالرسول عليه افضل السلام فاعتذرت الضيفة مرة اخرى ،وبعد حوالى ساعة تلفتت جاى وجاى بعد ان قرص بطنها الجوع وعدل على المطبخ فاستيقظت صاحبة البيت وصاحت :بس …بس فردت المرأة بارتباك :-لا لا دى انا …دايرة اعز الرسول ،تذكرت المقولة عندما اشتكت لى صديقة بان شغالتهم تاكل بعد ان ينام الجميع وفى الصباح يجدون الثلاجة (خلا)حتى انها ذات مرة قامت بحشو كريم (البرط)فى نصف رغيف الا انه كان مغشوشا وما جاتها الحبة
وتقال عبارة (النفيسة فيها والخشيم مابيها) للجائع ومستحى فالبعض لا يأكل فى بيوت الغرباء بينما يرفع اخر شعار (الاكل ما فيه خجلة )ويشمر عن ساعده دون تاخير ،بينما يؤكد لك اخرون ان دعوة القهوة لا ترد ….ويصل الحياء بأحدهم ان يترك الطعام بى وشو عندما يصيح به الناس …ما بدرى…ويكون قد نهض عن المائدة لجلب كوب من الماء .
فى مرة شاهدت احد الخواجات ويقطن فى منزل مجاور لدكان فى الحى …شاهدته مع مجموعة من العمال وقد تتفن فى صندوق ببسى مدلدلا يده اليمنى وقد وضعها على اليسرى بطريقة سودانية بحتة بأنتظار صاحب الدكان ليشاركهم الطعام والذى كان لا زال منشغلا بتلبية طلبات الزبائن .
وكثيرا ما يطب على اهل الدار شخص غير متغدى اثناء تناولهم الطعام ،ويكونوا حينها قد نسفوا الصحون والبعض منهم يلعق فى اصابعه متجها للماسورة ،فيلتفت الزوج ناحية الزوجة بعد ان افسح مكانا للضيف وكأن زوجة البخاتة دى تملك مصباح علاء الدين السحرى مع علمه التام ان هذا الملاح كان (عقاب) من ا
أمبارح….ولأن الضيف المتأخر على مسئولية الزوجة ، لذلك على الزوجة الإلمام بكيفية المخارجة من مثل هذه المطبات ، وكانت جارتى الخبيرة فى المخارجات قد أوصتنى ذات مرة بأهمية ان يكون هناك دائما برطمان ويكة وربع دقيق قمح وبرطمان بصلة ناشفة ومثله لحم مجفف ومسحون فى ركن قصى من دولاب المطبخ …وحكت بإستمتاع ان حافلة كاملة من الرجال نزلوا ببيتها ساعة الغداء ذات نهار وكان زوجها غير موجودا فنادت جارتها واخرجت معدات وجبتها السريعة وبدات فى فرك ملاحها بينما تولت الجارة اعداد القراصة …وفى ساعة زمان كانوا قد تغدوا وشربوا الشاى وغادروا ….قلت لها بأعجاب :- مرا لكن ! بينما علقت حنكوشة كانت تستمع …وليه لكن دا كلو ….بعدين لما أتزوج وجونى زى ديل بقول لى راجلى سوقهم غديهم فى اى مطعم ،ولو كان ما موجود زيك كدا بكشحهم بى عصير او حاجة باردة أو اعمل رايحة فاغتاظت جارتى وقالت :-وكان قالولك ما متغدين ؟عاد ديل ما ضيوف وراجعين البلد !إنفعلت الحنكوشة وصرخت:-إتصل يجيبوا ليهم ديليفرى كمان قولى لى ما بياكلوا الديلفرى ….ياى سوفاج.
وأظن الكلمة الأخيرة فرنسية وتعنى عدم التحضر أو الهمجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى